الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب والقلق، فهل من حل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..

أنا طالبة بكلية إدارة أعمال، بدأت أعاني بشكل مفاجئ من فترة تقارب السنتين أو أكثر من الاكتئاب والقلق الشديد ناحية الدراسة والحياة، والخوف من المستقبل والموت، والتكتم والتوتر الدائم الذي يدفعني للحركة، كأن أحرك يدي أو قدمي وأنا جالسة، والعض على شفتي حتى تجرح. وأعاني أيضاً من نقص كبير في الشهية والوزن، والعصبية والخمول والكسل والنعاس بشكل مستمر وأرق وخوف بالليل، بحيث إني لا أستطيع النوم بشكل عميق ومتواصل، بل أكتفي بساعتين أو أقل من النوم الخفيف والمتقطع، وأبقى طيلة النهار نائمة ومرهقة مما دفعني من فترة لتناول بعض الأقراص المهدئة في الليل للنوم، مع علمي أن الاستمرار عليها ليس جيداً، مثل: باندول نايت، وفلوتاب. وأعاني من الحزن الشديد الذي يدفعني دائماً للبكاء بحرقة، ونظرة سوداوية مستمرة، والانتقاص من ذاتي واستحقارها. وأفضل الجلوس وحدي لفترات طويلة، وتجنب اجتماعات أقاربي والأصدقاء لأنها تسبب لي رهبة.

أحياناً عندما أفكر أشعر وكأن أفكار شخص آخر تفرض علي برأسي، وعندما أحاول أن لا أفكر لا أستطيع، وكأني أقول لنفسي لا تفكري بهذه الطريقة ولكنها تفرض عليّ ولا أستطيع تجاهلها أبداً.

أرجوكم ساعدوني، فأنا متأملة أن أجد الحل عندكم بعد الله، ويعلم الله ما أعانيه.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

هذه الأعراض التي تعانين منها هي أعراض تشير إلى أن القلق وأعراض أخرى تشير إلى وجود اكتئاب نفسي، أعراضك خليط من أعراض نفسية وأعراض جسدية لكن قطعاً منشؤها وسببها نفسي في المقام الأول.

عسر المزاج والكدر الذي تمرين به لابد أن تسألي نفسك: ما السبب ولماذا أنت هكذا؟ ويجب أن يكون هنالك رفض من جانبك لمثل هذا الوضع، وهذا يتطلب العزيمة والإصرار على التغيير الذاتي.

الاكتئاب قد تكون له أسباب وقد يكون ليس له أي أسباب في بعض الأحيان، وأسوأ ما في الاكتئاب أنه يجعل فكر الإنسان فكر سلبي محبط وتشاؤمي، لكن من خلال رفض هذا الفكر ومقاومته واستبداله بما هو إيجابي، وأن يقود الإنسان نفسه بأفعال وليس بمشاعره، يمكن أن تكون مفيدة وجيدة، وفيها الكثير من الإنجازات إذا أصر الإنسان أن ينظم وقته بصورة صحيحة، وتكون له الدافعية الداخلية التي يسخرها من أجل التغيير، قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، هذا يجب أن يكون منهجك وأن تسألي لماذا أنت هكذا؟، وإن وصلت إلى السبب فهذا جيد، وإن لم تصلي إلى السبب فهذا أيضاً جيد، المهم هو أن لا تقبلي هذا الوضع وأن تكوني أكثر تفاؤلاً وجدية في التغير.

هنالك برامج اجتماعية وسلوكية بسيطة جدًا تفيد الإنسان، مثلاً أن تصري على عدم النوم النهاري، برنامج واحد فقط وهو أن لا أنام نهاراً، حتمي على نفسك ذلك، واتركي بقية الأعراض من كسل وخمول وغيره تكون موجودة، ولكن حين تحتمين على نفسك أنك لن تنامي في أثناء النهار سوف تجدين تلقائياً أن نومك الليلي تحسن. وبعد ذلك ابدئي برنامجاً رياضياً بسيطاً، أي برنامج رياضي يناسب الفتاة. ستلاحظين بعد فترة من الزمن أن نسبة الخمول وأن الطاقات الجسدية قد تحسنت. ادخلي في برنامج ثالث وهو خاص بتنظيم الوقت، الاستيقاظ في وقت معين، الصلاة في وقتها، وترتيب الفراش، الاستعداد والذهاب إلى الدراسة، يجب أن يكون هنالك إصرار وأن يكون هنالك برامج محددة ينفذها الإنسان، ولكن إذا تركت الأمور حسب رغبتنا ومشاعرنا هذا قد لا يفيد أبداً. هذا هو العلاج الرئيس الذي أنصحك به، وعليك بالرفقة الطيبة الصالحة وكثير من الفتيات يمكن أن تكون وسيلة عون لك، لأن الإنسان يحتاج إلى النموذج الإيجابي المحفز الذي يتخذه قدوة، ويجعله أكثر فعالية وإفادة لنفسه وغيره.

أفضل أيضاً أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامة، لابد أن تتأكدي من مستوى الدم ومستوى هرمون الغدة الدرقية وكذلك مستوى فيتامين دال، اذهبي إلى طبيب الأسرة الموجود بالمركز الصحي وسوف يقوم بكل هذه الواجبات العلاجية لك.

في نهاية الأمر وبعد التطبيقات السلوكية التي ذكرتها أعتقد أن الأمور تدريجياً سوف تتحسن، وإن لم تتحسن ففي هذه الحالة تكونين محتاجة لتناول دواء مضاداً للاكتئاب، وهذا بالطبع يجعل من الضروري أن تتحدثي مع أسرتك، وتذهبي وتقابلي الطبيب النفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر عبدالرحمان

    شكرا لك أخي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً