الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أن الموت قريب مني، فبم تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع، أنا أعاني منذ شهرين تقريبا من وسواس من الموت، أخاف أن أموت، وإذا تكلمت مع أحدهم أقول: إن هذا آخر ما سأتكلم به؛ لأنني سأموت، أيضا أعاني من ألم في الصدر، وأحيانا من الجهة اليمنى، ذهبت للطبيب وشخصني، وقال: لا يوجد شيء، أنت سليم -الحمد لله- وقام بإعطائي دواء يسمى ريلاكسون، حبة مرتين يوميا، الكل يقول لي إن هذا وهم، لأنني طالب ثانوية عامة، وأنا مضغوط كثيرا بالدراسة، لا أخرج من البيت، فقط أدرس وأطالع، أي أنني انعزلت عن العالم الخارجي، فهل هذا هو السبب؟ أي أن ضغط الدراسة هو ما جعل لدي هذا الوهم؟

أرجوكم أريد المساعدة، شكرا لكم، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عاصف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالقلق والمخاوف والوساوس والتوترات هي أمر عابر وطبيعي جدًّا في مرحلتك العمرية، وأنت -كما ذكرت وتفضلت- تبذل جهدًا كبيرًا في دراستك، وهذا قد يكون شكل أيضًا عامل ضغط نفسي عليك، لكن يجب أن تشعر بأنك مُنجز، بأنك مُفلح، بأنك تؤدي واجبك، وهذا -إن شاء الله تعالى - يُحفزك بصورة إيجابية جدًّا.

أنا أنصحك بتنظيم وقتك، وبالنوم المبكر، وأن تمارس بعض التمارين الرياضية، مثل تمارين الإحماء، هذا لا يتعارض أبدًا مع دراستك، بل على العكس تمامًا فيه نوع من تجديد الطاقات، وهذا يؤدي إلى إزالة المخاوف تمامًا والقلق والتوتر. وفي موضوع وساوس الموت هذه: حقر الفكرة، لا تحقر الموت؛ لأن الموت حق، والخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة واحدة ولا ينقصها، والأمر انظر إليه كوسوسة، وحقر هذا الجانب الوسواسي، وعليك بالأذكار، الأذكار عظيمة جدًّا وتبعث الطمأنينة في النفوس.

أريدك أيضًا أن تضع آمالاً مستقبلية، تصور نفسك بعد خمس سنوات وقد تخرجت في الجامعة، وقد أفلحت وكنت من المتميزين، وبعد ذلك دخلت سوق العمل، وتزوجت، وقد تواصل دراستك لتتحصل على الدكتوراه وخلافها، أرجو أن تضع هذه الصورة أمامك، وهي صورة حقيقية، ليست صورة وهمية، ولا يوجد أي نوع من خداع النفس أبدًا. مثل هذا التفكير الاستباقي الإيجابي الجيد يُحسن -إن شاء الله تعالى- كثيرًا من مزاجك، ويجعلك تتغلب على القلق والتوتر والوساوس.

أريدك أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين ممتازة جدًّا، والاسترخاء يقلل من التوتر بصورة ممتازة جدًّا، لكن يُشترط لنجاح تمارين الاسترخاء أن تُطبق بصورة صحيحة ومستمرة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطلع على تفاصيلها، وسوف تجد -إن شاء الله تعالى- فيها الإرشاد اللازم الذي يفيدك كثيرًا في تطبيق هذه التمارين.

أنا لا أعتقد أبدًا أنك محتاج لأي علاج دوائي، هذا أمر عارض مرحلي وسينتهي -إن شاء الله تعالى- قريبا، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر حماده الجوكر

    انا ايضا كنت اعانى من هذا الوسواس وبفضل التقرب من ربنا الموضوع ده راح من عندى خالص بس خى الحبيب صاحب الاستشاره ارجو الاطمئنان عليك انت عيش ولا لا ؟؟

  • مصر عبدالرحمن

    شكرا لله ثم ليكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً