الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كرهت حياتي بسبب الصداع، فهل له علاقة بحالتي النفسية؟

السؤال

السلام عليكم..

أرجو الرد على سؤالي، فأنا بحاجة للمساعدة..

أعاني من غثيان خفيف، وصداع متنقل غير ثابت، فمرة يكون في منطقة الصدغ الأيمن، ومرة بالرقبة، كما أعاني من وخزات الصدر والظهر، وأحيانا أطراف اليدين والقدمين.

كرهت حياتي، وأصبحت نفسيتي سيئة، فأنا عصبية، وكثيرة التفكير، فهل هذا الصداع له علاقة بحالتي النفسية؟ مع العلم أني أعاني من ضغوطات شديدة جدا، ولدي قولون، وجرثومة في المعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الصداع من العلل والشكوى المنتشرة جدًّا، والصداع له أسباب كثيرة، ولا يمكن أن يُحسم أمره، ولن يطمئن المريض الذي يعاني منه إلا بعد أن يُقابل الطبيب. فهذه خطوة مهمة جدًّا وأساسية.

ومعظم حالات الصداع تكون ناشئة من قلق أو توترات، حيث أن كليهما يؤدي إلى انقباضات عضلية في فروة الرأس، وهذا ينتج عنه الصداع والشعور بعدم الارتياح.

إذن فالضغوطات النفسية لها علاقة بالصداع.

والصداع المصحوب بالغثيان ربما يكون شقيقة – أي الصداع النصفي المعروف –، وهو يأتي كثيرًا للبنات في مثل عمرك، وفي بعض الأحيان يكون له علاقة بالدورة الشهرية.

الصداع أيضًا قد يكون ناتجًا من مشاكل بسيطة في النظر، أو الأسنان، أو الجيوب الأنفية، أو الأذنين.

ومن أسباب الصداع الشائعة جدًّا هي: أن ينام في وضعية خاطئة، فبعض الناس تجدهم ينامون على مساند (مخدات) مرتفعة جدًّا، وليس لديهم الحرص على النوم على شقهم الأيمن، وعمل أذكار النوم، أو أن الواحد منهم يأتي إلى فراشه وهو في حالة توتر وقلق وهموم، فهذا كله يؤدي إلى الصداع.

هنالك بالطبع أنواع أخرى من الصداع تنشأ من مرض داخل الجمجمة، أي أن مرضا يُصيب الدماغ، كالالتهاب، أو أية أمراض أخرى.

وهنالك أسباب أخرى للصداع، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو انخفاضه الشديد، (وهكذا).

إذن الأسباب كثيرة، وكثيرة جدًّا.

فنوعية الصداع الذي تعانين منه أعتقد أنه صداع قلقي ناتج من توتر عضلي، وأنت لديك أعراض قلقية أخرى، فموضوع القولون العصبي – أو العُصابي – دليل وانعكاس واضح على وجود توتر نفسي.

بالنسبة لجرثومة المعدة: فهذه منتشرة جدًّا، وهي الجرثومة الحلزونية الثلاثية التي تسمى: الـ (Helicobacter)، وعلاجها بسيط، ولا تنزعجي لها أبدًا.

إذن خلاصة الأمر: أنا أفضل أن تذهبي وتقابلي طبيب الأعصاب، فقط من أجل التأكد، وإن كان هنالك احتياج لفحوصات خاصة أو عامة فسوف يقوم الطبيب بإجرائها، وبعد أن تتأكدي من أن كل شيء سليم، تعاملي مع هذا الصداع من خلال الاسترخاء النفسي والجسدي، وموقعنا به استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم 2136015 توضح كيفية القيام بتمارين الاسترخاء.

عليك أيضًا بالتفريغ النفسي، وهو أن تعبري عمّا بداخلك، عن مشاعرك مهما كانت هناك ضغوطات ومشاكل، فيجب أن يكون للإنسان نوعًا من المتنفس، وأن يكون إيجابيًا في تفكيره، وأنت - الحمد لله - في بدايات سن الشباب، ولديك الكثير الذي ستقومين به - إن شاء الله تعالى – في المستقبل المشرق، فإذن سيكون هنالك نوع من التفكير الإيجابي التفاؤلي، وهذا سيُقلل كثيرًا من التقلصات العضلية الناتجة من التوتر، والتي هي في الأصل من مسببات الصداع.

كما أعتقد أنك ربما تحتاجين أيضًا لدواء بسيط جدًّا مزيل للقلق وللتوترات، وهنالك عقار يعرف تجاريًا باسم: (بسبار)، ويعرف علميًا باسم: (بسبارون)، هو من الأدوية الجيدة والمفيدة.

أيضًا في حالات الصداع العُصابي نعطي عقار (إندرال)، والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول)، وهنالك عقار آخر يعرف (توباراميت)، والذي يسمى تجاريًا باسم (توباماكس)، وهو أيضًا له فائدة كبيرة جدًّا، ولكن أرجو ألا تتناولي أيٍّا من هذه الأدوية إلا بعد مقابلة الطبيب، وأنصحك أيضًا ألا تستعملين بكثرة مسكنات الصداع: كالبنادول وغيره، ولابد أن تنامي في وضعية سليمة، وأن تكون المخدة – أو الوسادة – خفيفة جدًّا، ونامي على شقك الأيمن، واحرصي على أذكارك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً