الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي.. هل أتناول اللسترال؟

السؤال

أعاني من الرهاب الاجتماعي، وصف لي الطبيب الانفرانيل استخدمته بنفس الوصف، وتحسنت كثيرا، وبمجرد الانتهاء من الدواء انتكست الحالة، فصرت أرتبك كثيرا، وأنسى كثيرا، وراسلتك ونصحتني بدواء زولفت، ذهبت للصيدلي فوجدت لسترال وأنا محتارة، هل أستخدمه؟ وكيف؟

أرجو مساعدتي، وهل هو دواء جيد للرهاب؟ لأني متخوفة بسبب كثرة ما أقرأ عن الأدوية وتأثيرها، وبكل أمانة هل تنصح بالأدوية؟ أم أنها مجرد مهدئة ومحسنة للمزاج لا أكثر ولا أقل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سكون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

أولاً: أريد أن تكون لديك قناعات قوية أن حالتك بسيطة، وليست خطيرة.

ثانيا: إن الشخص الذي يعاني من الرهاب يكون بطبيعته قلق - أي أن القلق سمة مرتبطة بشخصيته؛ وهذا يدفع نحو نوبات الرهاب متى ما كانت الظروف مناسبة لذلك.

ثالثا: وهو أن العلاج لديه مكونات أربعة: المكون الإسلامي، والمكون الدوائي، والمكون الاجتماعي، والمكون السلوكي، ونرى في مجتمعنا أن المكون الإسلامي مهم جدا في حياة الناس ليتخلصوا من مخاوفهم وتوترهم ورهابهم.

وبالنسبة للعلاج الدوائي: الدواء ينظم منظومة كيمائية داخل الدماغ تسمى بالموصلات العصبية، يعتقد أن اضطرابها، أو عدم اتخاذ إفرازها هو الذي يتأتى منه الخوف أو الرهاب.

إذن الدواء مطلوب، وكثير من الناس تأتيهم انتكاسات بعد التوقف عن الدواء، وذلك لأنهم غالبا لم يفعلوا الآليات السلوكية والاجتماعية- وأقصد بأن يكثروا من المواجهات التي تكون فيها مشاركات اجتماعية، وأن يحقروا فكرة الخوف والرهبة.

فأريدك أن تكوني على هذا المنهاج، والأدوية كثيرة ومتشابهة، وعقار (أنفرانيل) ممتاز جداً، فقط قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل الشعور بالجفاف بالفم، وهذا غالبا قد يختفي أو يقل بمرور الأيام.

(الزولفت) أيضا دواء رائع، فإن كانت زيادته كما ذكرت ممتازة للأنفرانيل، فأنا ليس لدي مانع أبداً أن تتناولي الأنفرانيل، وبنفس الجرعة السابقة، والتي يجب أن تستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تناولي الأنفرانيل بجرعة (25) ملجم لمدة عام، وهذه ليست مدة طويلة أبداً، على العكس تماماً تضمن لنا -إن شاء الله تعالى- أنك سوف تكونين تحت جرعة الوقاية وهي بسيطة، وجيدة، وليس لها أي أضرار، وسوف تساعدك على التطبيقات السلوكية والاجتماعية التي تحدثت عنها.

إن أردت أن تتناولي (الزولفت)، وهو نفسه اللسترال هذه مسميات تجارية، والاسم العلمي لكلاهما هو (سيرتيالاين) فليس هنالك ما يمنع ذلك فقط (اللسترال)، أو (الزولفت) ربما يكون مكلفا قليلا من الناحية المادية، فلك الخيار ما بين هذا وذاك -وإن شاء الله- تكون النتائج رائعة جداً، وأرجو أن تعيشي حياتك بصورة طبيعية، وأن تطمئني تماما، وحالتك بسيطة، وليست خطيرة أبداً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً