الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كل ألم في الصدر يعتبر مرضا في القلب؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

في الحقيقة لا ندري من أي أبواب الثناء ندخل, وبأي أبيات القصيد نعبر, فجميل من الإنسان أن يكون شمعة تنير درب الحائرين, ويأخذ بأيديهم ليقودهم إلى بر الأمان, متجاوزا بهم أمواج الفشل والألم, فجزاكم الله عنا خيرا, وسدد خطاكم لما فيه الخير والصلاح.

استشارتي بخصوص خالي العزيز البالغ من العمر 52عاما, فمنذ حوالي سنة تقريبا بدأ يشعر بوجود خلل في عضلة القلب, هو في الحقيقة لم يتمكن من وصف ما يشعر به جيدا, ربما يعاني من رفة في عضلة القلب, أو أي شيء من هذا القبيل.

المهم أنه يشعر بشيء من عدم الارتياح في تلك المنطقة, وقد زار الطبيب المختص بأمراض القلب والجراحة, وقام بإجراء بعض الفحوصات اللازمة, مثل تخطيط قلب وفحص جهد, وكذلك صورة التراساوند, وجميعها لم تظهر شيئا أبدا, ولله الحمد والمنة, فكل شيء على ما يرام.

إلا أنه ما زال يشعر بوجود وضع غير مريح أبدا في تلك المنطقة, وبالرغم من أنه أقلع عن التدخين بشكل تام منذ أكثر من ثلاثة أشهر إلا أنه لم يشعر بتحسن, بل إن الوضع في تزايد.

كذلك فإن الوضع مصحوبا بسخونة في أطراف اليدين والقدمين, وعدم النوم بعمق ليلا؛ مما يسبب له الانزعاج وعدم القدرة على التركيز, كما أنه يربط الحالة بعد تناول الأدوية بشكل عام (ليس هناك أنواع معينة من الأدوية).

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: أود أن أشير إلى أنه ليس كل ألم أو شعور بعدم الارتياح في منطقة الصدر اليسرى (مكان القلب) هو من القلب, والطبيب عندما يأتيه المريض بمثل هذه الشكوى يسأل المريض العديد من الأسئلة لكي يتعرف إن كانت الأعراض التي يشكو المريض منها هي من القلب فعلا, أو أن هناك شكا, ويقوم بعد ذلك بإجراء الفحص الطبي, وهذا يساعده كثيرا أيضا في استبعاد بعض الأمراض ثم يأتي التخطيط والإيكو والجهد, وبهذا يكون قد قام بمظم الاستقصاءات التشخيصية للقلب.

فإن كانت سليمة كلها -وهي ولله الحمد سليمة عند خالك- فإن الطبيب يكون على يقين كبير أن ما يعاني منه المريض هو ليس من القلب, وفي هذه الحالة يحيل المريض إلى أخصائي آخر يمكن أن يكون أخصائي أمراض الروماتزيوم؛ لأن عضلات الصدر ومفاصل الصدر يمكن أن تسبب ألما, وإحساسا بالانقباض في منطقة الصدر, وهذا أمر شائع جدا.

ومن ناحية أخرى قد يرى إرساله إلى طبيب الصدر إن كان هناك أي شك في أن يكون الألم من غشاء الجنب المحيد بالرئة, أو من الرئة نفسها, أو من أمر آخر من داخل الصدر.

وفي كثير من الأحيان لا يجد الطبيب بالفحص أي شيء, وقد تكون الأعراض من منشأ نفسي, وطبعا هذا الأمر لا يتم البت فيه في البداية إلا أنه يتم بعد استبعاد الأمور العضوية, والتأكد من أن الأعراض مرتبطة بالإجهاد, أو بالضغوطات النفسية, أو بحادثة معينة, أو بالخوف من المرض, خاصة إن كان هناك من في العائلة يعاني من مثل هذه الأعراض.

ومن ناحية أخرى فإن قلة النوم واستمرارها يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض مثل آلام العضلات, وخاصة الرقبة والأكتاف في الصباح, وآلام أخرى في أماكن من الجسم.

أما الإحساس بالسخونة فقد يكون بسبب زيادة في الدم, وهذا يحدث عند المدخنين المزمنين, ولذا فإن عليه فحص الدم, وكذلك السكري, وإن كان هناك تنميل مع الإحساس بالسخونة فقد يكون السبب هو انضغاط العصب الأوسط في الرسغ.

على كل حال فإنه يحتاج لمراجعة طبيب مختص بالروماتيزم, فهو سيقيّم له موضوع ألم الصدر إن كان من عضلات أو مفاصل الصدر, ويقوم بفحص اليدين؛ لمعرفة سبب هذا الشعور بالسخونة, وكذلك إجراء تحاليل للدم.

نرجو من الله له الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً