الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد تغيير نفسي للأفضل والسيطرة على نفسي، فما الحل؟

السؤال

أنا فتاة عمري 24، متزوجة منذ ثمان سنوات، مشكلتي أني أعاني من سرعة البكاء، ولا أستطيع الكلام والدفاع حتى أني أبكي في مواقف عادية، وأشعر أن الكلام يتشتت، وأن جسمي كله يرتعش, ويختفي صوتي, وتبدأ الدموع، ولا أستطيع السيطرة على تصرفاتي، وأقول كلامًا ﻻ أعرف كيف قلته، وأكتب وأتفاجأ أني كتبت شيئًا آخر.

أصبحت ﻻ أستطيع السيطرة، وأصبحت أختلق القصص الكاذبة وأصدقها وأحكيها, وأحكي مع الناس براحة، وأفكر أنهم لا يحبوني, وأني ثقيلة، وأحب العزلة، حتى أني صرت أخفف زيارة أهلي، فأريد أن أعرف ما تفسير ذلك؟ مع العلم أني ﻻ أستطيع الذهاب لعيادة نفسية، وأخاف من نظرة زوجي لي، مع العلم أني لم أكن هكذا في صغري، وأريد تغيير نفسي للأفضل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسيرة قلبها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

إن التفسير الأقرب والمقبول لهذه الحالة الوجدانية التي تمرين بها هو أنك كنت تميلين في حياتك إلى الكتمان غالبًا، وعدم الإفصاح عما بداخلك، وهذا الكتمان يؤدي قطعًا إلى احتقان نفسي داخلي، وأصبح يُعبر عن هذا الاحتقان من خلال سرعة البكاء، واختلاق القصص الكاذبة - كما تفضلت -والانجرار نحو أحلام اليقظة - كنوع من التفكير التعويضي -.

الذي أنصحك به هو أن تكوني أكثر انفتاحًا, وتعبري عما بداخلك، وكل ما لا يرضيك حاولي أن تتحدثي عنه؛ لأن التفريغ النفسي هو الذي يوجه مشاعر الإنسان وعواطفه التوجيه الصحيح، ويتوقف - إن شاء الله تعالى – التعبير الخاطئ غير المناسب, كالبكاء مثلًا.

من المهم جدًّا أيضًا أن تحاولي أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، وأن تكوني إيجابية في تفكيرك، فأنت - الحمد لله- متزوجة, وتواصلين دراستك، ولديك الكثير الذي يمكن أن تقومي به، فحياتك حياة فعّالة، والحياة الفعّالة تتطلب الجدية من الإنسان، وأن يكون مرتبًا, وأن يكون منظمًا في إدارة وقته، وهذا قطعًا يجعل ثقتك في نفسك أكبر كثيرًا.

لا بد أن تحدّي من أحلام اليقظة واختلاق القصص, فهو أمر في الأصل تحت إرادتك، وهو متنفس خاطئ - كما ذكرت لك - فالإنسان يُعبّر عما بذاته، لكن بصورة صحيحة دقيقة متوازنة.

سيكون من المفيد لك أيضًا ألا تنعزلي عن أهلك، بل تواصلي معهم، وتواصلي مع المجتمع من خلال الانضمام إلى جمعية نسوية دعوية - مثلًا - أو اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، وستجدين - إن شاء الله تعالى – النماذج الطيبة التي تستعينين بها في أمورك، وهذا أيضًا يعطيك الثقة في نفسك.

ضعي أهدافًا في حياتك، يجب أن تكون الأهداف أهدافًا واضحة، وبيدك الآليات التي توصلك إلى هذه الأهداف، فهذا مهم جدًّا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا ادم محي الدين

    يا سلام كلام رائع

  • ليبيا ع

    قراءة القرآن الكريم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً