الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضيق في التنفس وألم في القلب.. هل المشكلة في القلب أم في الصدر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عندي مشكلة غريبة ومعقدة قليلا، أنا قبل فترة بذلت جهدا كبيرا لدرجة أني لا أعطي نفسي مجالا للتنفس، فأحسست بعدها بطقة في القلب أو الصدر، وبعدها أصبحت تأتيني آلام في القلب، وضيق في التنفس، وعملت تخطيطا للقلب وظهرت الفحوصات أن القلب سليم، وفي الآونة الأخيرة أصبحت نفسي ضيقة حتى أني أضطر إلى قطع الكلام لأخذ نفس عميق.

بداية المشكلة كنت أحس بألم شديد في القلب عند حمل شيء ثقيل، وأحس أن قلبي سينقطع من الألم، فما المشكلة يا دكتور هل هي من القلب أم من الصدر؟

وشكرا لك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هموم الناس أصبحت كثيرة جدًّا فيما يتعلق بأمراض القلب للدرجة التي أصيب البعض بما نسميه بـ (المراء، التوهم المرضي).

دراسة حديثة أُجريت وأوضحت أن حوالي اثنين وتسعين بالمائة من الذين يترددون على أطباء القلب ليس لهم أمراض في القلب، ومعظم هؤلاء يعانون من قلق خوف الإصابة بأمراض القلب، وفي بعض الأحيان يأتي القلق دون أن يكون الإنسان مشغولاً بقلبه، لكن يُعرف أن القلق له أعراض نفسوجسدية، ومن أكثر الأعراض الجسدية التي تحدث مع هذا النوع من القلق هو الانقباضات العضلية، وأكثر العضلات تأثرًا في جسم الإنسان هي عضلات الصدر والقولون والرأس، وكذلك أسفل الظهر، لذا تجد كثيرًا من الذين يشتكون من آلام الظهر ويترددون على أطباء العظام، كل الأمر يكون ناتجًا من انقباضات عضلية ناتجة من القلق، وكثير من أمراض ألم الرأس والصداع ناتجة من القلق، وما يسمى بالقولون العصبي هو أصلاً ناتجًا من القلق، واسمه الصحيح هو (القولون العُصابي) وليس العصبي.

ونأتي للمشكلة الكبيرة وهي مشكلة آلام الصدر الناتجة من القلق، حيث إن الانقباضات العضلية تُشعر الإنسان بـنغزات، بآلام في الصدر، وضيق النفس، والشعور بالكتمة، هي أعراض مصاحبة وملازمة تمامًا للقلق.

فيا - أيها الفاضل الكريم – ما عرضته من أعراض لا أرى أبدًا أنه ناتج من أي مرض في القلب أو الصدر أو الرئتين، -والحمد لله تعالى- أنت قمت بإجراء الفحوصات اللازمة، والتي أثبت أنها سليمة، فلله الحمد والشكر والمنّة.

المطلوب منك الآن هو أن تقتنع قناعة تامة أنك لا تعاني من مرض عضوي، هذا أولاً.

ثانيًا: أن تقتنع بأن حالتك بالفعل هي حالة قلقية، وهذا النوع من الأعراض يُسمى بالأعراض (النفسوجسدية)، وليس من الضروري أن يكون هنالك سببًا لهذا القلق.

ثالثًا: عليك أن تمارس الرياضة، فالرياضة من أفضل وسائل علاج هذا النوع من الأعراض.

رابعًا: عليك أن تطبق تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدًّا، ويمكنك أن تسترشد باستشارة بموقعنا تحت الرقم (2136015) وسوف تجد فيها - إن شاء الله تعالى – ما يفيدك لتسترخي عضلات صدرك، ويتحسن التنفس لديك.

النقطة الأخيرة: أرى أنه من الأصوب والأفضل لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق، فهذا سوف يساعدك كثيرًا، وإن كنت تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية فهنالك دواء يعرف تجاريًا باسم (باكسيل) واسمه العلمي (باروكستين) دواء مفيد جدًّا، تحتاج أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام فقط، تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة شهرين، ثم اجعلها عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ولدالله لد

    الله

  • المملكة المتحدة فائده

    اذهب الى طبيب شعبي

  • العراق رغد الذهبي

    بارك الله بيك دكتور وكثر الله من امثالك
    جواب يشفي القلب
    وانشالله صاحب الاستفسار عندة العافية

  • المغرب حسن الورقي

    حت انا اعاني من هده المشكلة حاليا شكرا على الإفادة وجزاك الله خيرا

  • أمريكا إنجي

    بارك الله فيك يا دكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً