الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأخر الحمل لـ7 أشهر يُعتبر مخيفاً؟

السؤال

السلام عليكم

متزوجة منذ 7 أشهر ولم يحدث حمل, وقبل يومين بعد الجماع خرجت مني كتلة لزجة مطاطية بيضاء, تُشبه قشر البيض اللزج.

أرجو إفادتي, فأنا خائفة من هذا الشيء, كما أن عندي قرحة في الرحم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أتفهم قلقك يا عزيزتي, وأحب أن أطمئنك بأن ما نزل من إفراز على شكل كتلة مطاطية تشبه زلال البيض هو أمر طبيعي جدا, وليس شيئا مرضيا, وتفسيره هو أن قناة عنق الرحم كانت ممتلئة بالإفرازات, خاصة في الجزء الثاني من الدورة الشهرية -أي بعد حدوث الإباضة- ووظيفة هذه الإفرازات هي المساعدة على الحمل, وكذلك حماية الرحم بعد حدوث الحمل.

فإن كنت في الفترة التي تلي التبويض؛ فإن هذه الإفرازات ستكون كثيفة ولزجة, وتشكل ما يشبه (السدادة) في عنق الرحم, وقد يحدث مع الجماع أو بعده بعض التقلصات الرحمية، خاصة عند ذوات الرحم الحساس, مما يؤدي إلى قذف هذه السدادة خارج قناة عنق الرحم, فتبدو بالمنظر الذي لاحظتيه.

اطمئني ولا تخافي فلا شيء مرضي في هذه الحالة, ولا علاقة لها بتأخر الحمل.

وبالنسبة لقرحة الرحم فيجب التمييز هل هي قرحة حقيقية -وهذه حالة نادرة-، أم هي قرحة غير حقيقية -وهذه هي الشائعة-؟ فالقرحة غير الحقيقية هي حالة سليمة جداً؛ لأنها عبارة عن احمرار فقط في عنق الرحم, نجم عن امتداد خلايا قناة العنق إلى الخارج, والتمييز بين النوعين يتم عن طريق أخذ مسحة من القرحة لدراسة طبيعة الخلايا فيها.

فإن كانت قرحة غير حقيقية فلا داعي لعلاجها, خاصة عند السيدة التي ترغب في حدوث الحمل, وهي قد تحدث عند الكثير من النساء وفي كل الأعمار, وفي غالب الحالات تختفي من تلقاء نفسها من دون أي علاج.

لكن في بعض الحالات القليلة قد تسبب هذه القرحة غير الحقيقية زيادة في الإفرازات, فتتجمع في عنق الرحم, وقد يكون هذا ما حدث عندك وزاد من حجم كتلة الإفراز اللزجة التي لاحظت نزولها.

وأحب أيضا أن أقول لك بأن سبعة أشهر هي فترة ليست كافية للقول بحدوث تأخر في الحمل, ونسبة الحمل في كل شهر في أحسن الظروف هي 20% تقريبا فقط, لكنها نسبة تراكمية تزداد تدريجيا مع الوقت, لتبلغ تقريبا 85% بعد مرور سنة كاملة على الزواج, لذلك إن كانت دورتك الشهرية منتظمة, فأنصحك بالصبر, مع تركيز الجماع في الفترة المخصبة من الدورة, وهي الفترة بين يومي (11-18) من الدورة, بحيث يحدث الجماع بتواتر كل (36-48) ساعة في هذه الفترة, فهذا يعطي أكبر فرصة لحدوث الحمل إن شاء الله.

نسأل لله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية, وأن يرزقك الذرية التي تقر بها عينك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً