الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف الشخصية والرهاب الاجتماعي يقتل طموحاتي.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أعاني من ضعف في الشخصية والرهاب الاجتماعي، أرتبك وأتلعثم وأكون خجولة جداً، ويكون صوتي بالكاد يسمع عندما أتحدث لأحد لست معتادة عليه، ويكون ذلك حتى بالمكالمات الهاتفية، أكون منطلقة فقط بالمحادثات الكتابية.

علما أني طالبة جامعية، ومقبلة على تطبيق التخرج، فكيف سأطبق وأقف أمامهم، وأنا بهذه الحالة، لا أكون مرتاحة أبداً عندما أتحدث أمام أحد، خاصة إذا كانوا مجموعة، وأنظارهم متوجهة نحوي، فلا أستطيع النظر إليهم.

عندي طموحات كثيرة، لكن بوضعي هذا لن أتمكن من الوصول لها، وستعيقني؛ لأن طموحاتي تستلزم الجرأة وقوة الشخصية، والكلام المنمق، وحسن التصرف، وأنا للأسف أفقدها، أرجو منكم الرد والمساعدة.

كيف أتخلص من الرهاب، وأقوي شخصيتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ 9mod حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأنا لا أعتقد أبدًا أن شخصيتك ضعيفة، هذا مجرد انطباع وشعور سلبي يكون لديك نسبة للرهبة الاجتماعية التي تصيبك في بعض الأحيان - أو معظم الأحيان – عند المواجهات، أو ما يسمى بقلق الأداء، أنا أعتقد أن شخصيتك ممتازة، شخصيتك قوية، قد لا تقتنعي بذلك بسهولة، لكن مقدراتك الكتابية من وجهة نظري مؤشر مهم، فمقدرتك المعرفية وأبعاد شخصيتك متوازنة وممتازة جدًّا، فأرجو أن تغيري انطباعك عن نفسك.

الخوف الاجتماعي خاصة إذا كان مصحوبًا بالخجل العادي، وكذلك الحياء يعطي الإنسان دائمًا شعورًا بأن مقدراته محدودة، وأنه ضعيف الشخصية، ودائمًا يتخوف من الفشل، إذن حالتك هي حالة مشاعر سلبية، تتعلق بشخصيتك، وفي ذات الوقت نتجت وبصورة أكيدة من الرهاب الاجتماعي البسيط الذي تعانين منه.

هذه النقطة وددت أن أذكرها ليس لتطمئني نفسك، لكن لأن تُصححي مفاهيمك حول ذاتك، وهذه أفضل طريقة لتأكيد ذاتك.

النقطة الثانية: الشعور بالتلعثم والخجل والخوف عند المواجهات هو شعور مبالغ فيه، هذه النقطة دائمًا نحن نحتم عليها؛ لأنها هي العلة الأساسية التي يعاني منها الإخوان والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي، تجدهم لا يثقون في أدائهم، تتضخم وتتجسم وتتجسد لديهم أعراضهم مع أنها بسيطة، ويعتقدون دائمًا أنهم مراقبون من قبل الطرف الآخر، هذا ليس صحيحًا.

تم تصوير الذين يعانون من الخوف الاجتماعي في مواقف اجتماعية تتطلب مواجهة شديدة، تم تصويرهم عن طريق الفيديو دون علمهم، وبعد أن تم تدارس صور الفيديو هذه، وعرضت عليهم ونوقشت معهم، اتضح بالفعل أن أدائهم في تلك المواقف الاجتماعية كان ممتازًا بل متميزًا، ومن خلال هذا العرض لهذه الصور اقتنع الكثير منهم أن مشاعره الداخلية مبالغ فيها، وهي خاصة به وليست مكشوفة للآخرين.

هذه التجربة كانت خطوة علاجية كبيرة، ولذا أنا أريدك أن تأخذي بها.

النقطة الثالثة هي: أن تعرضي نفسك لما نسميه بالتحصين التدريجي في الخيال، تصوري نفسك وأن تقدمي هذه العُروض التي تتطلب المواجهات، تصوري نفسك أنك تشاركي في مناسبة طلابية كبيرة، وكنت أنت المنظمة لهذه المناسبة، تصوري نفسك في موقف آخر، الأسرة لديها مناسبة نسوية كبيرة، وكنت أنت أيضًا المرتبة والمنظمة والمستقبلة، عيشي هذه الخيالات العلاجية بدقة وتفاصيل شديدة، وهذا يساعدك كثيرًا.

رابعًا: أكثري من التواصل الاجتماعي، وتطوير المهارات الاجتماعية. تطوير المهارات الاجتماعية تتطلب أن تنظري إلى الناس في وجوههم حين تقابليهم - خاصة زميلاتك بالطبع - أن تبدئي بالسلام، وأن تحيي بتحية خير من التحية التي حُييت بها من قبل الآخرين، أن تكون لك مواضيع معينة جاهزة تستذكيرها قبل الموقف الاجتماعي، أي قومي بتحضيرها قبل أن تلتقي بالآخرين (وهكذا).

هذا كله يدفعك - إن شاء الله تعالى – نحو المواجهة الاجتماعية الإيجابية.

بقي أن أقول لك أنه وبفضل من الله تعالى توجد الآن أدوية ممتازة فعالة جدًّا لعلاج الخوف الاجتماعي، منها دواء معروف مشهور جدًّا، يعرف باسم (زيروكسات) ودواء آخر يعرف باسم (إندرال). إن تمكنت من أن تذهبي إلى طبيب نفسي سوف يقوم بوصفها لك - هذه الأدوية على وجه الخصوص – أو أي أدوية أخرى يراها مناسبة، وإن لم تتمكني من الذهاب فجرعة الزيروكسات والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين) هي نصف حبة – أي عشرة مليجرام – يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلي الجرعة حبة كاملة – أي عشرين مليجرامًا – تتناوليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي بعد ذلك عن تناول الزيروكسات.

أما الدواء الآخر وهو الإندرال – والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول) فجرعته هي عشرة مليجرام، يتم تناولها صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عن تناول الدواء.

من السبل العلاجية السلوكية المهمة جدًّا، والتي أود أن ألفت نظرك إليها هي تطبيق تمارين الاسترخاء، يمكنك أن تتدربي على هذه التمارين من خلال تصفح الإنترنت، أو الرجوع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) والتي توضح الخطوات الضرورية لتطبيق هذه التمارين بصورة جيدة.

توكلي على الله تعالى، وأنت - إن شاء الله تعالى – بخير، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً