الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة زوجي فقدت طعم الحياة، فانصحوني!

السؤال

أنا أرملة فقدت زوجي بعملية قتل، أحسست بعدها بعدم رغبتي في الحياة، أخاف جداً لحد الهوس من ضغط الدم، ومن أخذ أي علاج بوصفة أو بدونها، مهووسة بقياس ضغط الدم والاحتياط منه، أصبت بالسكري، لكني سيطرت عليه بسرعة، حتى أن تحاليلي منذ 6 أشهر وبعد أسبوعين من اكتشاف المرض، كلها إيجابية وممتازة.

تراودني حالات متكررة من الوهن، وكأني سيغمى علي، أو أفقد الوعي، لا أستطيع المشي المتواصل، وأعاني من تعب شديد، حتى لمجرد ذهابي للحمام، وأنا طريحة الفراش، لم أبارحه إلا لقضاء حاجتي بصعوبة، علما أن فحوصات الشحوم الثلاثية والكوليسترول ونسبة الدم ووظائف الكبد طبيعية جداً.

أتمنى أن أجد الحل عند جنابكم؛ لأني أخشى الذهاب للطبيب، أو مجرد التفكير في ذلك.

أرجو مساعدتكم، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لزوجك الرحمة والمغفرة، وأن يتقبله الله تعالى شهيدًا.

أعراضك هذه -أيتها الفاضلة الكريمة– تُشير إلى أنك تعانين من اكتئاب، أي أن الاكتئاب النفسي هو الذي حد من طاقاتك النفسية وكذلك طاقاتك الجسدية، والاكتئاب بالفعل يخل بالإنسان وظائفيًا، الاكتئاب يُعطل، والشعور بالكدر يجعل الإنسان في دائرة ضيقة جدًّا من التفسير المظلم للأمور.

أيتها الفاضلة الكريمة: الحمد لله تعالى فحوصاتك كلها جيدة، والذي أراه أنك في حاجة لتناول أحد مضادات الاكتئاب، الاكتئاب في مثل عمرك يكون منشؤه بيولوجيا، بمعنى أن كيمياء الدماغ تلعب دورًا في ذلك، والظروف الحياتية قطعًا هي عامل، وهنالك دراسات الآن تشير إلى أن ستين بالمائة من الذين يعانون من مرض السكري -حتى وإن كان خفيفًا- ربما يكون لديهم اكتئاب مبطن، اكتئاب بسيط.

أعتقد أن هنالك حاجة وضرورة كبيرة لتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، والحمد لله تعالى هذه الأدوية متوفرة، هذه الأدوية اصبحت ممتازة جدًّا، غير إدمانية، وسليمة، ومن الأدوية التي أراها مناسبة لحالتك عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) هذا اسم التجاري، ويسمى علميًا (فلوكستين) اسألي تحت اسمه العلمي، ابدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – أي عشرين مليجرامًا – بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعلي الجرعة كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك، والتي أنصحك بأن تستمري عليها لمدة ستة أشهر، هذه المدة ليست مدة طويلة، بعد انقضاء الستة أشهر على هذا الدواء بجرعة كبسولتين في اليوم، انتقلي بعد ذلك إلى الجرعة الوقائية، وهي أن تتناولي الدواء بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تشجعي نفسك على الحركة، الحركة مهمة جدًّا، والمشي سوف يفيدك كثيرًا، وأنت في حاجة ماسة إليه من أجل علاج الاكتئاب، كما أنه يفيدك ويمنع هشاشة العظام -إن شاء الله تعالى-.

وللفائدة راجعي هذه الروابط السلوكية المفيدة: (278495 - 2110600).

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً