الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خوف دائم وقلق وأحس أني سأموت.. ما سبب ذلك؟

السؤال

عندي إحساس غريب في أسفل الجزء الأيمن من الرأس يستمر لدقيقة، ثم يختفي، ومنذ شهرين بدأت أشعر به في الجانب الأيمن من الرأس بأكمله، مع جانب الوجه الأيمن، وضيق في التنفس.

ذهبت للطبيب وعملت أشعة رنين على المخ -والحمد لله- كانت سليمة، وقال لي الطبيب: أنه من التوتر العصبي، وذهبت لدكتور ثان فقال لي: إنه شد في عضلات الرقبة ولكن التعب لم يبدأ في الرقبة.

أعطاني دواء للعضلات، فبدأت أشعر بدوخة، ولم أستطع المذاكرة، وأنا في الثانوية العامة، فأوقفت الدواء، وكنت أخاف كثيرا، ودائما أحس أنني سوف أموت، وأن هذا المرض خطير، وبعدها وجدت بروزا في مقدمة الرأس اليمني، وبعدها بروزا في مقدمة الرأس اليسرى.

عملت صورة دم كاملة، وكانت -الحمد لله- سليمة، وعملت دلالات أورام، وكانت سليمة، ومقطعية على المخ، وكانت سليمة، ولكني ما زلت أشعر بإحساس غريب في الجانب الأيمن للرأس والبروز لا يختفي، وأشعر بخوف دائم وقلق، وإحساس أني سوف أموت؛ لأني لا أعرف ما المرض الذي أعاني منه؟ وما سبب الإحساس الغريب في الرأس، وأيضا كانت عيني تحرقني، ثم ظهر بها ألم، وقالوا لي: عضلة العين مجهدة، والجانب الأيمن أحيانا يحرقني، ومنذ فترة قصيرة أشعر بحساسية في جسمي، فما سبب كل هذا؟

علماً بأني بدأت آخذ دواءً للاكتئاب، ولكن لم تختف الأعراض، وما زال البروز كما هو مع إحساس غريب مستمر في الجانب الأيمن للرأس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا سمير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أعراضك هذه نسميها بأعراض نفسوجسدية، أي أن لديك أعراضا جسدية واضحة مثل الشعور الغريب الذي في الرأس، وآلام عضلات الرقبة، وبقية الأعراض التي تحدثت عنها، وموضوع شعورك بالبروز في الجانب الأيمن للرأس، وكذلك في الجانب الأيسر.

هذه كلها أعراض جسدية ليس لها تفسير طبي غير أنها ناتجة من قلق وتوتر، وأنت تحدثت عن شعورك بالقلق والتوتر بكل وضوح وصراحة، وهذه المشاعر مع بعضها البعض جعلتك تحسين بشيء من عسر المزاج وعدم الارتياح، وهذا نعتبره نوعًا من الاكتئاب الثانوي البسيط.

أنت ذكرت أنك بدأت في تناول دواء للاكتئاب، وهذا جيد؛ لأن أدوية الاكتئاب معظمها تعالج الوساوس والقلق والتوترات.

بالنسبة للتحسن على هذه الأدوية فيتطلب وقتًا، وكثيرًا ما تبدأ فعالية هذه الأدوية بعد ثلاثة أسابيع، وبعض الناس لا يستفيدون منها قبل مضي ستة أسابيع من الاستعمال المتواصل لها، فأرجو أن تصبري على العلاج، وما دمت تحت التوجيه الطبي النفسي من قبل الطبيب فهذا أمر جيد، وأنا أقول لك: تجاهلي تمامًا هذه المشاعر التي تأتيك، وركزي على دراستك، وهنالك نصائح عامة لا بد أن تطبقيها.

أولاً: حاولي أن تنامي في وضعية سليمة، كثيرًا من آلام الرقبة والرأس تأتي من النوم بطريقة خاطئة، نامي على شقك الأيمن، احرصي على الأذكار، واجعلي المخدات أو الوسائد خفيفة جدًّا، هذا مهم تمامًا.

ثانيًا: لا تجلسي كثيرًا على الكمبيوتر، لأن الجلوس لفترات طويلة مع انشداد الرقبة أو انحنائها يؤدي إلى انشدادات عضلية كثيرة جدًّا.

ثالثًا: يجب أن تطبقي تمارين الاسترخاء. إذا دربك عليها الطبيب، فأرجو أن تلتزمي بما قمت بالتدريب عليه، وإن لم تتدربي عليها ارجعي إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) واطلعي على التفاصيل الموجودة بها، وطبقي هذه التمارين، فهي ذات فائدة عظيمة جدًّا بالنسبة لك.

هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، -وإن شاء الله تعالى- مع المداومة على العلاج الدوائي سوف يزول منك القلق والتوترات العضلية وكذلك النفسية، وموضوع الشعور بالبروز في الرأس والإحساس الغريب هذا كله ناتج من القلق ولا شك في ذلك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا دورينا

    لقد مررت في هذه الحالة و قاسيت كثيرا كنت أحس بخوف رهيب كنت في منتصف الليل اهرب ال الشارع أما الآن الحمد الله من سنين طويله ذهب هذا الشي عني ، كان هذا بالصدفة عندما كنت عند طبيب المعالج كنت أتكلم معه فجاه نظر إلى رقبتي واكتشف انه يوجد عني الغده و كانت هي السبب الرئيسي في هذه الأعراض لقد تعالجه منها مع أخذ حبوب مهدءه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً