الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي وساوس منذ خمس عشرة سنة.. فهل من علاج لحالتي؟

السؤال

دكتوري الغالي: محمد عبد العليم.

أعاني منذ 15 سنة من الوسواس القهري، وكنت أذهب للطبيب ثم أنقطع عن الدواء حسب الضغوط النفسية ومشكلات الحياة، آخر مرة منذ شهر ونصف أعطاني الطبيب دواء ريستال 50 ملج، ودوغماتيل 50 ملجم لأجل أن أستمر عليهما لمدة 15 يومًا حتى أصل إلى 3 مرات يوميًا، ثم أراجع الطبيب، أخذت الدواء لمدة 15 يومًا، ثم قرأت بعض استشاراتك حول الأدوية النفسية، وعن الوسواس القهري، فصرت آخذ الدوائين كل يوم صباحًا مرة واحدة، أشعر الآن وكأن الوسواس قد يرجع لي مرة أخرى، فهل أراجع الطبيب؟ علمًا أن تكلفة المراجعة عالية، وإمكانياتي المادية محدودة، فما نصيحتك لي؟ علمًا أنني بحاجة ماسة جدًا للاستشارة، وإن شاء الله أعمل على تنفيذها.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو العمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوساوس القهرية أحد وسائل علاجها بالطبع هو العلاج الدوائي، لكن العلاجات الأخرى يجب أن تأخذ أهمية، وعلى رأس هذه العلاجات هي رفض الوسواس وتجاهله وتحقيره ومواجهته وعدم حواره أو نقاشه، وهذا - إن شاء الله تعالى – بالتدريج يغلق الأبواب أمام الوسواس، والعلاج الدوائي يعطي الإنسان الشعور بالراحة والاسترخاء، ويسهل عليه أمر المقاومة، فكلاهما مهم، العلاج الدوائي مهم وكذلك العلاج السلوكي.

وتمارين الاسترخاء أيضًا مفيدة، وكذلك ممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، هذه كلها مهمة، وأيضًا تطوير المهارات في العمل، والعمل برغبة ومحبة، وأن يكون الإنسان مجيدًا في عبادته لله تعالى، هذا كله فيه خير كثير جدًّا لعلاج الوساوس وغيرها، وإن شاء الله تعالى الوصول لراحة البال.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن اللسترال دواء ممتاز، والجرعة المناسبة لعلاج الوساوس هي مائة مليجرام – أي حبتين – ليلاً، أعتقد أنها ستكون جرعة مناسبة وجيدة، ويمكن أن تتناول معه كبسولة واحدة من الدوجماتيل ليلاً.

عود نفسك على هذا النمط، واستمر على هذا العلاج، وأعتقد أنه سيأتي بنتائج ممتازة جدًّا، وبعد شهرين من بداية العلاج إذا لم تحس بالتحسن المطلوب فيمكن أن ترفع اللسترال لثلاث حبات في اليوم – بمعدل خمسين مليجرامًا صباحًا ومائة مليجرام ليلاً – لكن أعتقد أن مائة مليجرام سوف تكون كافية جدًّا إذا جاهدت نفسك فعلاً وحاولت أن تقطع الطريق أمام هذه الوساوس، فلا تنزعج للدواء، وحاول أن تواصل فيه أطول مدة ممكنة.

الوساوس قد تكون أحد الأمراض التي ربما ترجع في بعض الأحيان، ليس من الضروري أن تكون انتكاسية دائمًا، لكن في كثير من الناس ربما تعاودهم هذه الحالات، والإنسان الذي يتطبع على الوسواس ويحاول أن يعالجه لن يواجه أي مشكلة - إن شاء الله تعالى -.

هذا هو الذي أنصحك به، وما دامت مراجعة الطبيب غير متيسرة ومكلفة بالنسبة لك، فلا مانع من أن تتواصل معنا، وإن استطعت أن تقابل طبيبك مرة كل ستة أشهر هذا - إن شاء الله تعالى – أيضًا فيه خير كثير لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً