الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتاة تشعر بأن الله يبغضها وأنها مرائية في كل أعمالها.. ماذا تفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

فتاة تشعر بأن الله يبغضها بغضاً شديداً، وتشعر دائماً أنها مرائية في كل حركة من حركاتها وكل سكنة من سكناتها، ولا تستطيع البكاء على الذنوب أبداً لكنها تشعر دائماً بالندم، ومع ذلك لا تستطيع البكاء بل فقط تشعر بضيق شديد في صدرها، ماذا تفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر الخير لك ويرضيك به.

بخصوص ما سألت عنه، فاعلمي -أختنا الفاضلة- أن الله يحب عباده ويريد لهم الخير والتوبة والأوبة إليه، واسمعي ماذا يقول الله عز وجل: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً}، وقال: {يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا}، وقال: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}، الله يحبك -يا أختي- ودلالة ذلك أن رزقك الإسلام، كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله يعطى الدنيا من أحب ومن لا يحب، لكنه لا يعطى الدين إلا لمن أحب)، وقد رزقك الله الإسلام، وجعل لك من الخير أن الحسنة بعشر ويزيدها الله عز وجل أضعافاً مضاعفة، والسيئة بمثلها ويعفو عنها متى شاء.

لا تدل المعصية إن وقع العبد فيها ثم ندم على بغض الله له بل فيها دلالة على حبه، والله يغفر وقد صح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن عبداً أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت فاغفره، فقال ربه: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت ذنباً فاغفره، فقال ربه: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنباً فقال: رب أذنبت ذنباً آخر فاغفر لي، فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي فليفعل ما شاء)، هذه هي رحمة الله بعباده وأنت منهم فدعي عنك هذا الظن، واعلمي أنه من الشيطان فاستعيذي بالله منه.

أقبلي على ربك وأكثري من ذكره، واعملي أن الله يقبل على عبده، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- (يقول الله عز وجل: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)، وكذلك فيما روى أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: سمعتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: (قال الله: يا ابن آدم، إِنَّكَ ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني غفرتُ لك على ما كانَ مِنكَ ولا أُبالِي، يا ابنَ آدم لو بلغتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السماءِ ثم استَغْفَرتَني، غَفَرْتُ لك ولا أُبالي، يا ابنَ آدم إِنَّكَ لو أتيتني بِقُرابِ الأرض خَطَايا ثم لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شيئا، لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَة".

أما مسألة البكاء على الذنب أو الندم عليه، فإن المطلوب الشرعي هو الندم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له).

وننصحك -أختنا الفاضلة- أن تتعرفي على بعض الأخوات الصالحات، وأن تتعاوني معهن على الطاعة، فهذا سيكون عوناً لك بعد الله على تجاوز تلك المرحلة.

ونسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً