الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقبل على الزواج ومتردد بسبب خوفي من مواجهة الآخرين، هل من علاج؟

السؤال

إخواني الاستشاريين: جزاكم الله خيرًا على كل حرف وكلمة تقدمونها للناس.

أنا شاب عمري 27 سنة، مشكلتي هي: أني أعاني من زيادة سرعة ضربات القلب، وتبدأ يدي وأحيانًا رجلي ترتجف مصحوبة بتعرق وارتباك واضح عند مقابلة المسؤولين، أو إلقاء كلمة أمام تجمع من الناس، أو عندما أذهب لزيارة الأقارب الذين لم ألتق بهم منذ فترة طويلة.

هذه النتائج جعلتني أتجنب وأتهرب من حضور مناسبات أقاربي وأصدقائي، أو أحضرها مبكرًا قبل حضور الآخرين تجنبًا لهذه الأعراض.

أرجو منكم أن ترشدوني إلى الحل للتخلص من هذه المشكلة، فأنا مقبل على الزواج، ولا أستطيع ذلك مع وجود هذه المشكلة.

وفقكم الله لنيل مرضاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نقدر جدًّا ما تسببه لك هذه الحالة من قلق وتوتر، لكن أود أن أطمئنك وأن أؤكد لك أنها حالة بسيطة، أنت تعاني من قلق المخاوف، وهذا يسمى بالرهاب الاجتماعي، ودرجته بسيطة - إن شاء الله تعالى – حيث إن الإنسان حين يكون في أي نوع من المواجهات يجب أن يحضر نفسه، والجسد لديه آليات تلقائية ونفسية وفسيولوجية، يحضر نفسه عند المواجهات، إذا قابل الإنسان أسدًا (مثلاً) إما أن يقاتل أو يهرب، وهنا لا بد أن يكون استعداد وتحفيز داخلي في الجسم، فتحدث تسارع في ضربات القلب، وكذلك الشعور بالتعرق وربما جفاف في الفم وكذلك الرجفة.

وحين تحدث هذه الأعراض – ونسبة لأثرها السلبي على الإنسان – يبدأ الإنسان في التجنب والتهرب - كما ذكرت – وربما يأخذ آليات دفاعية مثل الحضور المبكر كما ذكرتَ.

أنا أؤكد لك أن هذا الخوف ليس دليلاً على ضعف الشخصية ولا قلة في الإيمان، هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: المخاوف هي تجربة خاصة بك أنت، والآخرون لا يقومون بالاطلاع عليها أبدًا.

تسارع ضربات القلب تشعر به أنت ولا يشعر به الآخرون، أنت لا تتلعثم، أنت لا تتعرق، وحتى إن جاءك هذا الشعور فهذا شعور سالب.

ثالثًا: تدرب على تمارين الاسترخاء، هي تمارين جيدة ومهمة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) احرص على تطبيقها بدقة، فقد وجدت أنها مفيدة جدًّا.

رابعًا: من المهم جدًّا أن تضع لنفسك شروطًا للمواجهات اليومية: الصلاة في المسجد، الرياضة الجماعية، حضور مناسبات الناس، الأفراح، الأتراح، ضع لنفسك التزامًا صارمًا بأن لا تتخلى أبدًا عن هذه الأنشطة، وصدقني سوف تجد أن جزءً كبيرًا جدًّا من مشكلتك قد تم القضاء عليه.

أود أن أشير إليك إلى أنه توجد أدوية فعالة وممتازة ومفيدة جدًّا، عقار سيرترالين من الأدوية الممتازة، وهو متوفر في العراق، وكذلك عقار إندرال، ابدأ في تناول السيرترالين بجرعة حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما الإندرال فجرعته هي: أن تبدأ بتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

الإندرال دواء سليم جدًّا ومفيد، خاصة للأعراض الفسيولوجية مثل تسارع ضربات القلب، فقط هذا الدواء لا يُنصح بتناوله إذا كان لديك ربو.

أما بالنسبة للسيرترالين: فهو لا يتعارض مع أي علاج، وهو سليم، فقط ربما يؤدي إلى زيادة في الشهية للطعام، فحاول أن تتحكم في غذائك إن حدث لك شيء من هذا.

أقبل - أخي الكريم – على الزواج، وإن شاء الله تعالى تفرح وتُسر وتلتقي مع زوجتك على الخير والبركة - بإذن اللهِ تعالى -.

نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً