الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهبة ورعشة اليدين... كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 25 غير متزوجة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، لي 3 سنوات تقريباً، في البداية كانت حالتي جدا متأزمة، لدرجة أني أوقات أتمنى أن أبكي أمام الناس من شدة ما أشعر به من الرهبة القوية جدا، والخجل، واحمرار الوجه بمجرد التحدث مع أي شخص، واللخبطة في الكلام، والتوتر، واليأس الشديد، ولكن الآن خفت حالتي عن قبل كثيراً، وتوقفت على الرهبة والخوف من الاجتماعات، ورعشة اليدين القوية، وبرودتهما، وهذه الرعشة هي ما يزيد حالتي سوءا، خاصة عندما يلاحظ من حولي هذه الرعشة فيزيد توتري وعتبي على ذاتي، وعدم ثقتي بنفسي، وكثيرا ما حاولت أن أزور عيادات نفسية، ولكني أتردد خوفاً من استخدام أي دواء، ولا أستطيع إيقافه فيما بعد.

أريد دواء أستطيع إيقافه بعد المدة العلاجية، وأن لا يكون له أعراض جانبية كثيرة، فحالتي خفت كثيراً مثلما ذكرت.

شاكرة لكم، والله يجزيكم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن حالتك بالفعل هي نوع من الرهاب الاجتماعي البسيط، والحمد لله تعالى أنت تواءمت على هذه الحالة بدرجة جيدة جدًّا، وحين أقول (تواءمت) أعني أنه حدث لك نوع من التكيف، والذي أرجوه منك هو أن تحقري فكرة القلق، وأن تعلمي أن مشاعرك هي مشاعر خاصة بك، وليست مكشوفة للآخرين، بمعنى أنهم لا يطلعون عليها.

الرعشة وما تحسين به من تلعثم في الكلام كله ناتج من تغيرات فسيولوجية وليس أكثر من ذلك.

أفضل علاج للرهاب الاجتماعي هو أن يحقره الإنسان، وأن يُكثر من المواجهات، وأن يحصن نفسه تدريجيًا، بمعنى أن تعرضي نفسك لمواقف اجتماعية مثلاً مرتين في اليوم لمدة أسبوع، ثم تجعليها ثلاث مرات في اليوم لمدة أسبوع آخر، ثم أربع مرات في اليوم لمدة أسبوع آخر، يعني تكون هنالك برامج مرتبة ومنظمة، وفي ذات الوقت البرامج التي تقوم على مبدأ المواجهة وذات طابع اجتماعي نراها أيضًا جيدة جدًّا ومفيدة جدًّا للناس، ومن أفضل هذه البرامج قطعًا: المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي تناسبك، وحضور حلقات التلاوة مثلاً، مشاركة الناس في مناسباتهم، هذا كله - إن شاء الله تعالى – فيه دفع نفسي إيجابي جدًّا لك.

بالنسبة للعلاج الدوائي: حالتك -الحمد لله- بسيطة، وأعتقد أن أفضل دواء يناسبك هو عقار (بروزاك Prozac). البروزاك ليس هو الدواء الأول لعلاج الخوف الاجتماعي؛ حيث إن الـ (سيروكسات Seroxat) والـ (لوسترال Lustral) ربما يكونا أفضل قليلاً منه، لكن لديهما بعض الصعوبات التي قد تنتج من استعمالهما، بمعنى أن الإنسان قد يصعب عليه التوقف عن هذه الأدوية، كما أنها قد تؤدي إلى زيادة في الوزن.

البروزاك فعاليته أيضًا جيدة بالنسبة للحالات البسيطة مثل حالتك، وأنا على قناعة تامة - إن شاء الله تعالى - أنه سوف يفيدك كثيرًا دون أن تدخلي في أي متاعب فيما يخص الآثار الانسحابية أو آثار الانقطاع، فتوكلي على الله، وابدئي في تناوله، والجرعة هي كبسولة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر فيصل

    أنا أيضا أعاني نفس المشكل لكني أتابع العلاج بالطريقة الاولى وأضن أنها الافضل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً