الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحزن جعلني أعيش كآبة لا تمحوها سعادة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


أعاني من مشاكل عدة, أولها أني أشعر بالحزن الدائم مهما مر علي من أوقات سعيدة, لا أجد شيئاً ممتعاً بالحياة, ولا أطمح لها, ولا يهمني وجود الناس بحياتي, فلدي استعداد تام لأبقى وحيدة.

لدي رغبة بالبكاء من غير سبب, وخصوصاً أثناء تناول الطعام, عصبية بشكل مبالغ فيه، أفضل النوم أو البقاء بالسرير على النهوض, نبضي بطيء، تنفسي بطيء، تعرق بالكف فقط, تنميل أقدامي ويدي بكثرة, وتنميل الجهة اليمنى من الرأس, صداع مؤلم بالجهة اليمنى من الخلف يجعلني أفقد الرؤية مؤقتا في العين اليمنى.

ليس لدي أمراض سوى فقر الدم -ولله الحمد-, لا أتناول أية أدوية, ولم أذهب لطبيب نفسي, مررت بظروف قاسية جدا, لكني مؤمنة بما كتبه الله لي, فأنا محافظة على صلاتي, وعلى قراءة القرآن والأذكار -ولله الحمد-، اللهم ثبتني على دينك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الفكر التشاؤمي يقود الإنسان إلى الحزن وإلى الشعور بالكدر وإلى الاكتئاب، وكثير من الناس تكون عللهم النفسية مبتدئة بفكر سلبي مشوه، وأعتقد أن هذه هي مشكلتك، أنت محتاجة لأن تستبصري بطريقة أفضل، وترفضي هذا الفكر السلبي، وتنطلقي في حياتك بكل إيجابية، استبدلي الفكر السلبي بفكر إيجابي، والحياة فيها إيجابيات كثيرة وطيبة وجميلة، اجعلي لحياتك معنى، اجعلي لها أهدافًا، ووجهي طاقاتك النفسية بصورة أفضل، أما إذا استسلم الإنسان للنوم والخنوع والانعزال فقطعًا لن يكون مرتاحًا، لن يكون سعيدًا، لأنه أفقد نفسه الآليات التي تبعث فيه السعادة والحيوية والكفاءة النفسية.

أيتها الفاضلة الكريمة: كل الأعراض النفسوجسدية التي تعانين منها أعتقد أنها ناتجة من وضعك النفسي الذي نشأ أصلاً من التفكير السلبي.

إذا استطعت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي فهذا طيب وجميل، وإن لم تستطيعي فحتى عند طبيب الباطنية الذي يقوم بعلاجك من فقر الدم، وفقر الدم لا بد أن يُعالج بصورة صارمة جدًّا، لا تهملي هذا الموضوع؛ لأن الأنيميا أو فقر الدم تجعل الإنسان أيضًا يحس بالفتور وبالإنهاك وبعسر المزاج، هذا عامل بيولوجي يجب أن يُزال من خلال علاجه، وحين تذهبين إلى الطبيب الباطني يمكن أن يصف لك أيضًا أحد محسنات المزاج، وهي كثيرة ومعروفة لدى الأطباء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً