الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من العزلة والانطواء؟

السؤال

السلام عليكم
شكر الله القائمين على هذا الموقع المبارك.

أنا مرهق وكسلان وأحس بضيق صدر وحب للعزلة لعدم القدرة على الاختلاط، لأنه يحتاج إلى أخذ ورد وتفاعل، وأنا لا أقدر على ذلك!

كما أعاني من احمرار شديد على الوجه، وخوف من الأصوات العالية، فقد تربيت في بيئة أسرية عنيفة قاسية جداً، والله المستعان.

متى أقدر أن أخرج من ضيق الانطواء إلى سعة الاجتماع؟ وهل من دواء؟ راجياً ومتضرعاً إلى الله جل وعلا أن يكتب الشفاء.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راجي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أعراض الكسل والإجهاد والإرهاق والضيق في الصدر وحب العزلة وعدم الفعالية، وضعف التفاعل هي من سمات وصفات الاكتئاب النفسي.

الاكتئاب ليس من الضروري أن يكون كله أحزانًا وشعورًا بالكدر والسوداوية، فله عدة أنواع، وله عدة أشكال، ومنها ما ذكرتَه من أعراض، فلا تخف حول هذا الأمر، والاكتئاب يمكن علاجه وعلاجه بصورة فاعلة جدًّا.

عدم تحمل الأصوات المفاجئة والمزعجة هو من السمات التي نشاهدها في بعض حالات الاكتئاب، ومهما كانت تربيتك الأسرية عنيفة وقاسية، ليس من الضروري أن يكون هذا هو السبب في هذه الحالة، فالاكتئاب يأتي لجميع الناس مهما كانت ظروفهم.

لا ننكر العوامل البيئية وعوامل التنشئة كعوامل مساعدة في حدوث مثل هذه الحالات، لكن لا أعتقد أن ذلك ينطبق على الناس جميعًا.

المهم هو أن تنظر لماضيك بإيجابية، وأنت الآن الحمد لله تعالى رجل مكتمل، وتستطيع أن تقود ولا تُقاد، تستطيع أن تعيش حياة إيجابية طيبة فعّالة، والمطلوب منك بالفعل هو أن تذهب إلى طبيب نفسي، لأنك في حاجة لأدوية مضادة للاكتئاب، وهي كثيرة، ونستطيع أن نقول أنها كلها فعالة، عليك الالتزام بالجرعة الدوائية، ومن الأدوية التي سوف تفيدك – حسبما أرى – عقار (بروزاك) والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين).

أيضًا إجراء تمارين رياضية والالتزام بها سيكون أمرًا مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، ويا حبذا وأنت في مثل هذا العمر لو أجريت بعض الفحوصات العامة (فحوصات الدم، وكيمياء الدم، لتحديد وظائف الكلى والكبد، وكذلك معرفة مستوى بعض الهرمونات خاصة هرمون الغدة الدرقية، وكذلك مستوى الدهنيات في الدم) هذه الفحوصات روتينية لكنها مهمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً