الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الذي ينبغي للشاب أن يتعلمه عن نفسه قبل البلوغ وبعده؟

السؤال

السلام عليكم.

أكتب هذه المقدمة لأني أردت أن أتحدث مع أي شخص يسمعني، وأرجو أن تصبروا علي، وتقرؤوا رسالتي دون ملل، ولو وجدتم أي خطأ في اللغة، أرجو تصحيحه منعا لإحراجي.

أنا شاب عمري 18 سنة، رزقني الله بمشاعر وعاطفة شديدة جدا، -والحمد لله- حفظني الله من الحب الحرام، وأسال الله أن يرزقني الحب الحلال، وبفضل الله عز وجل حفظني من أشياء خبيثة منها:

1- ما تسمى بالعادة السيئة -الحمد لله- لم أمارسها أبداً، بالطبع نفسي حدثتني بأن أجرب وأعرف إحساس خروج المنى، حيث أني لا أعرف هذا الإحساس، لكني -بفضل الله وحده- عزمت على أنني لم ولن أفرغ هذه الشهوة إلا في الحلال، وحدثتني نفسي أيضا بأن العضو الذي لا يعمل لا ينمو، وأنه ينبغي أن أطمئن على نفسي، وأنني بخير لا أعاني من أي شيء، لكني -بفضل الله- وصلت إلى قناعة أنني ما دمت من وقت لآخر أحتلم، أي أنني أخرج المني وأنا نائم بسبب حلم مثلا، فأنا بخير، نعم أنا لا أعرف هذا الشعور، لكن هذا يكفي بأنني بخير، وقلت لنفسي مهما كنت ومهما كان ومهما يكن، فلن أعصي الله، والحمد لله على كل حال.

2- محادثة البنات (الحب الوهمي الحرام) أي أن قلبي ليس به أحد- والحمد لله- ليس في قلبي إلا حب الله الحب الأول، ولكني أحب، نعم أحب فتاة وإلى الآن أحبها، وكنت أحبها، وما زلت أحبها، وسأظل أحبها، نعم أنا لا أعرف اسمها، أو أي شيء عنها؛ لأن كل شيء مكتوب في قدري، نعم هي زوجتي المستقبلية، وحبيبتي أيضا، لماذا أحبها من الآن؟!

حسنا سأجيب، دائما يأتي في بالي مثلا أتخيل أكثر شخص أحبه لو أعطاني هدية كنت أتمناها في الأصل، فسوف أحب هذه الهدية لأني كنت أتمناها، ولأنها من أكثر شخص أحبه، ولله المثل الأعلى، حيث أنني أتمنى زوجتي وحبيبتي، ولذلك أحبها بالفطرة، والحب الآخر أشد وهي أنها هدية من الله عز وجل، وأنه الحبيب الأول! أتمنى أن أجد تعليقا أو نصيحة لهذا.

- ما هي المعلومات التي يجب أن يعلمها الإنسان عن نفسه قبل أن يبلغ، وبعد أن يبلغ، ومراحل المراهقة عامة.

- ما هي المعلومات التي يمكننى معرفتها الآن عن الجنس الآخر؟ وما السن المناسب لكل معلومة؟ وما مصدرها الصحيح بالتفاصيل؟ وما هي التفاصيل التي يمكن معرفتها ومصادرها عن الزواج أيضا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (شاب نشأ في طاعة الله)، كما نسأله تبارك وتعالى أن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من المتميزين المتفوقين، وأن يجعلك من العلماء العاملين والأولياء الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -ابني الفاضل أحمد– فإنه مما لا شك فيه أن الله قد أنعم عليك بنعم عظيمة جدًّا، أسأل الله ألا يحرمك منها، وأن يديمها عليك حتى تلقاه، وهي نعمة عدم الوقوع في العادة السرية، وهذه نعمة عظيمة جدًّا، كذلك أيضًا عدم إقامة علاقات محرمة مع الفتيات، إلى غير ذلك من هذه الأمور، أرى أن هذه نعم عظيمة أكرمك الله تبارك وتعالى بها، وأتمنى أن تحافظ عليها؛ لأن الشيطان لن يدعك بسهولة، فكن في غاية الانتباه واليقظة، وإياك وفكرة أن تُجرب -كما ذكرت في رسالتك– لأن هذه بداية الانحراف، فإن الشباب قد يجلس بعضهم إلى بعض ويتحدث بعضهم عن بعض التصرفات التي قد تدفع الطرف الآخر إلى أن يفكر أن يفعل كما يفعل هؤلاء، وهذا هو عين الضياع، لا تفكر في ذلك مطلقًا، فأنت على خير في كل أمورك.

أقول لك: قد منَّ الله عليك بنعم عظيمة، حافظ عليها –ولدي أحمد– وإياك ثم إياك أن تدخل إلى عالم التجربة، أو أن يزين لك الشيطان، أو يجرك إلى ذلك؛ لأن الشيطان يغار منك، ويريد أن ينتقم منك؛ لأنه يعلم أنك إذا استمر بك الحال على هذا الصلاح والتقى والبعد عن الحرام أنك ستكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله يوم القيامة، ولذلك سيحرص الشيطان بكل ما أُوتي من قوة على أن يُفسد عليك هذه النعمة، فإياك ثم إياك –يا ولدي– وحافظ على ما أنت فيه من النعم، وما أنت فيه من طاعة، وما أكرمك الله تبارك وتعالى فيه من الخير.

وأما فيما يتعلق برغبتك أن تعرف عن الجنس وغيره: فأنا أرى أن ذلك أمرا ليس هناك له أي حاجة أو داع؛ لأن الناس بطبيعتهم قد خلقهم الله تبارك وتعالى وركب فيهم هذه الرغبة، أنا أسألك سؤالا: هل هناك أحد علمك الطعام وأنت صغير؟ عندما ترى الآن وتنظر -أعزَّك الله- إلى الحيوانات كالقطط وغيرها، هل هناك أحد علمها كيف تأكل وتشرب؟ هذه الحيوانات التي تراها وهي (مثلاً) تجد أن الذكر يطأ أنثى الحيوان؟ هل هناك أحد علمه ذلك؟

هذه فطرة فطر الله الناس عليها -ولدي الكريم أحمد- ولذلك ثق وتأكد أنك عندما تصل إلى مرحلة الرجولة، وعندما يمنُّ الله عز وجل عليك بالزوجة الصالحة ستجد نفسك -بإذن الله تعالى- تفعل ذلك تلقائيًا بطريقة لا تحتاج إلى هذه العلوم أو تلك المعارف، وخاصة في مثل سنك الذي أنت فيه الآن، فأنت لو حاولت -كما ذكرت– أن تعرف هذه الأشياء قد تفتح على نفسك باب الجحيم، وقد تتحرك لديك الرغبة في التجربة ومعرفة هذا العالم الغيبي، وهل هو لذيذ أو غير ذلك، وبذلك تفتح على نفسك بابا أنت في غنىً عنه.

فأنا أرى -بارك الله فيك– ألا تفكر في هذا الموضوع الآن مطلقًا، وألا تشغل بالك بأنك لا تعرف عنه الكثير، فمعظم الشباب النظيف العفيف مثلك يظل كذلك إلى أن يتزوج، وقد يصل إلى سن (مثلاً) الخامسة والعشرين ويتزوج وهو لا يعلم عن هذه الأمور شيئًا، ورغم ذلك يكون موفقًا في حياته، ويعيش حياة زوجية مستقرة، ويمنُّ الله عز وجل عليه بزوجة وأولاد، ولعله لم يقرأ كتابًا واحدًا، أو لم يدخل إلى موقع من المواقع ليتعرف على هذه الأشياء.

فأنا أرى -بارك الله فيك– أن تؤثر السلامة، وألا تفتح على نفسك باب شر، وأن تترك هذه المسائل إلى ما بعد نهاية دراستك الجامعية، وعندها ستجد فتاة اخترتها لتكون زوجة لك ورفيقة لدربك، فأرى في تلك الحال أن تثقف نفسك بعض الثقافات التي تجعلك تكون أكثر استمتاعًا بأهلك، وأهلك أيضًا يستمتعون بك.

الأمر في غاية البساطة، والله قد جبل الناس عليه، وهؤلاء الفلاحين والعوام في بلدك مصر وفي غيرها ما قرؤوا كتابًا واحدًا، ولا نظروا إلى مشهد من المشاهد، ولا دخلوا موقعا من المواقع، ورغم ذلك تجدهم سعداء ويفعلون هذا الأمر بسهولة ويسر جدًّا، فلا تشغل بالك بذلك، وركز على مذاكرتك، وكم أتمنى أن تضع أمام عينيك هدفًا كبيرًا وهو أن تكون الأول على دفعتك، وأن تكون الأول على زملائك، فأنت على أبواب الجامعة، ونحن في حاجة إليك عالمًا عاملاً متميزًا ترفع راية الإسلام، وترفع أيضًا شأن بلدك، وتنفع نفسك وغيرك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأله تبارك وتعالى أن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات