الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إمساك خفيف وحبتين في الشرج، هل يعني ذلك بوادر للبواسير؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ نحو أسبوعين من إمساك خفيف، لا أعلم ما سببه؟! وقبل يومين عند التنظيف -أجلكم الله- أحسست بحبتين صغيرتين في فتحة الشرج، وكأن فتحة الشرج أصبحت أصغر، ولا أحس بأي آلام -والحمد لله-، لكن أحببت الاطمئنان، لأني خائفة جداً ولا أعرف سببها.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

على الأكثر أن هذه هي بواسير خارجية، وهي عبارة عن توسعات الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من المستقيم، أو فتحة الشرج.

تنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية، وغير معتادة في أوردة منطقة الشرج، ما يُؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم داخلها، وبالتالي لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك الحال، وتبدأ بالتمدد والانتفاخ، الأمر الذي يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الشرج.

السبب الرئيسي لتكونها هو ذلك الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز، وهو الإجهاد الذي يزداد ببذل أحدنا له حال وجود حالة من الإمساك لديه، وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك، أو تكرر حصولها، ارتفعت احتمالات الإصابة بحالات البواسير.

كذلك فإن الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض، يؤدى إلى زيادة تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج، مع صعوبة عودة تلك الكمية من الدم فيها إلى أوردة البطن الرئيسية، كي تُخفف الضغط عنها، وكذلك يُؤدي وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم، عبر عدة آليات، إلى نشوء حالة البواسير.

يشكو المريض من حكة شرجية، أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز أو يُلاحظ على محارم تنشيف الشرج، أو ألم خلال عملية التبرز، أو أن يُحس المرء بأن ثمة كتل تتدلى على فتحة الشرج نفسه.

هناك نوعان من البواسير:
-البواسير الخارجية، وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج، ويمكن أن ترى البواسير الخارجية بسهولة كطّيات صغيرة لجلد مائل في لونه إلى البني، وبارزة من حواف فتحة الشرج، ولا تسبب البواسير الخارجية أعراضاً، ويمكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة، وبعض التضيق أثناء التغوط، ونادراً ما تسبب البواسير الخارجية نزيفاً دموياً.

- البواسير الداخلية، ويكون التوسع بالأوردة الداخلية داخل المستقيم، وهي عادةً غير مؤلمة، ولا يشعر بها المريض، وتصنف إلى 4 درجات:

- درجة أولى تبقى في المستقيم.
- درجة ثانية تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تعود عفوياً.
- درجة ثالثة تهبط عبر الشرج عند التغوط، ولكنها تتطلب رداً بالأصبع.
- درجة رابعة تبقى هابطة بشكل دائم، ولا يمكن ردها.

يتم علاج هذه الحالات بالمغاطس في الماء الدافئ: بمعدل 2-3 مغطس يومياً، ومدة المغطس 15-20 دقيقة، ويجب عمل:

- حمية عالية الألياف: لمكافحة الإمساك.
- شرب السوائل بكثرة: لمكافحة الإمساك أيضاً.
- تنظيم وقت التبرز يومياً.
- الرياضة الخفيفة، وخصوصاً المشي.

المعالجات الموضعية: وهي متنوعة من كريمات وتحاميل، وتشمل:
المعالجات التي تحتوي على مخدر موضعي، مثل: الليدوكائين، وتحاميل أو مراهم خاصة للبواسير، وإن لم تتحسن الأعراض فعليك بمراجعة طبيب مختص بالجراحة العامة.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً