الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يكره الولد أباه؟ وكيف يتغير الكره إلى حب؟

السؤال

علاقتي مع أبي جداً رسمية، وأكرهه كرها غير طبيعي! ولا أعرف ما السبب؟ لدرجة أني إذا رأيته يأكل الغداء لا آكل! علما أنه لا يضربني أبداً، لكني أكرهه جداً. آخر مرة ضربني فيها منذ 3 أعوام.

هل هناك حل؟ أريد أن تصبح علاقتي به كباقي الفتيات! لا أعرف سبب الكره، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا.
لاشك أنه مقلق لك أن تكون عندك مثل هذه المشاعر من الكره الشديد لأبيك ونفورك منه.

ولا يشترط أن يضربك الآن لكي يفسّر كرهك هذا له، والغالب أن هذه المشاعر السلبية تعود للطفولة الأولى، وربما لمرحلة كان والدك يضربك فيها، وإذا قلت أنه ضربك منذ ثلاث سنوات، أي عندما كنت في 15 من العمر، وهي مرحلة متقدمة.

وفي كثير من الأحيان يترافق الضرب مع سوء المعاملة النفسية والعاطفية، وقلة التقدير لمشاعر الأولاد، مما يكوّن مشاعر سلبية متراكمة تجاه من يقوم بالضرب والامتهان النفسي والعاطفي.

هل يا ترى كانت هناك مشكلات، وسوء علاقة بين والديك، مما جعلك تسمعين ربما منه كلاما سلبيا من أمك عن أبيك؟ ربما كل هذه الأمور وغيرها لا نعرفها ربما جعلك تنفرين من والدك.

ولا شك أنك بمعنى آخر تحبين والدك كونه والدا، وسؤالك لنا يشير إلى هذا، وإلا لماذا سألت كيف يمكن لعلاقتك به أن تكون كعلاقة الفتيات بآبائهن؟

ويمكنك أن تحاولي الاقتراب أكثر من أبيك، وأن تحاولي الحديث معه، فربما لو تسمعين شيئا عن نفسه وعن حياته، فلربما تعرفيه أكثر، والإنسان عدو ما يجهل.

ويمكنك أن تقتربي منه أكثر عن طريق هدية تهديه إياها، وكما يقول الحبيب المصطفى: "تهادوا تحابوا" فربما يذهب جفاف القلب. اجلسي معه ومع أمك وتحدثي معهما، تناولي الطعام معهما.

طبعا مهما عظمت محبتك له، هذا لا يعني أن تكوني راضية عن كل صفة فيه، أو كل سلوك يقوم به، فالإنسان يمكن أن يحب شخصا، إلا أنه لا يرضى منه بعض الصفات أو السلوكيات.

وفقك الله، وقرّب بينك وبين والدك وأسرتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً