الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصاب برهاب أم اكتئاب أم شيء آخر؟ وما هو علاجي؟

السؤال

منذ سنوات عديدة وأنا أحس بإرهاق وتعب وخمول, وليس لي رغبة في عمل أي شيء, بالرغم من إمكانياتي المادية, ولكن لم أتقدم في حياتي، بالرغم من إنجازي في السابق بدون أن أعتمد على غيري.

منذ خمس سنوات توقف كل إنجازي, مع أن أصدقائي من حولي يعتبرونني متقدمًا عنهم في إنجازاتي؛ لكن أنا لا أشعر بهذا, ولا أحس بأني منجز, وفقدت كثيرًا من علاقاتي الأسرية بسبب عدم الرغبة في زيارة أهلي, وحياتي الزوجية متقلبة جدًا، أنا أعتقد أن السبب هو تقلب مزاجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ szo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

شكرًا لك على السؤال والكتابة إلينا, لقد ورد في عنوان سؤالك " هل أنا مصاب برهاب أم اكتئاب أم شيء آخر؟ وما هو علاجي؟ ".

لا يبدو مما ورد في السؤال أن هناك أعراض الرهاب، وكل الذي وضح من سؤالك أنك تشعر بأنك لست على الحماس المعهود، وفقدت الرغبة في عمل الكثير، أو -كما قلت- عمل أي شيء, من الواضح أنك تقدر إنجازاتك بأقل مما يقدرها الآخرون من أصدقائك، إلا أنك لا تشعر بهذه الإنجازات التي يتحدثون عنها.

طبعًا احتمال الاكتئاب وارد، إلا أني لا أجد أن الأعراض السريرية قوية جدًا مع الاكتئاب من: اضطراب النوم, وفقدان الشهية, وفقدان المتعة بما كنت تستمتع به عادة، وربما نقص الوزن، وغيره من الأعراض.

وربما الاحتمال الأرجح، كونك تعمل في التعليم، وهو أمر وجدته عند الكثير من المعلمين، وهو ما نسميه (تناذر الاحتراق) وهو يرمز إلى التعب العام الذي يشعر به الإنسان من كثرة المسؤوليات والأعباء، بحيث يصل لدرجة يشعر بها بالتعب العام النفسي والجسمي، وكأن نفسه وجسمه تقولان له: أنه في حاجة لبعض الراحة والاسترخاء.

ربما يفيد أن تحاول الاعتناء بنفسك من باب (إن لنفسك عليك حقًا) من حيث الهوايات والاهتمامات التي تساعدك على الاسترخاء والتي ترتاح لها، وحتى ربما أخذ إجازة أو فسحة من العمل, للقيام ببعض هذه الأنشطة والهوايات لكي تخفف عنك ما أنت فيه.

إذا لم يجعلك كل هذا تشعر بالتحسّن؛ فلا بأس من أخذ موعد مع طبيب نفسي، لكي يأخذ منك القصة كاملة، ويسألك بعض الأسئلة للوصول للتشخيص الدقيق، ومن ثم الخطوات العلاجية المناسبة.

وفقك الله، وكتب لك المعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً