الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أثق بنفسي ودائما أشعر بالفشل، فما الحل؟

السؤال

أحاول تقبل نفسي لكن لا أستطيع فأنا –دائمًا- لا أثق بنفسي، أشعر وكأن الناس دائمًا تسخر مني، وعندما أرى أحدًا متفوقًا أشعر بالغيظ!! ليس حقدًا ولكني أتمنى أن أكون ناجحًا؛ وحاولت أن أنجح وكل مرة أفشل.

حاولت أن أزيد وزني؛ لأنى أعاني من النحافة لكني فشلت، حاولت أن أنجح في دراستي ولكن أقول لنفسي أنك لن تنجح، لقد جربتَ كثيرًا ولم تنجح؛ فأصاب بحالة من الاكتئاب، ولذلك اعتزلت الناس فليس لي أصدقاء؛ لأنى أشعر أني أقل منهم مع أنهم ممكن أن يكونوا مثلي لكن لا أستطيع أن أكون صداقات.

فما الحل؟ وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.

ليس هناك إنسان عنده ثقته بنفسه 100%، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر، فالشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد وضعف الثقة بالنفس نوعًا ما عندما يكون أمام تحدٍ جديد، كأن يحدث مثلًا: عندما يقارن نفسه بالآخرين، كما يحدث معك.

هناك خطوات كثيرة يمكن أن تساعدك لتبني ثقتك في نفسك، واطمئن فأنت بمجرد الكتابة إلينا قد قمت بالخطوة الأولى، وهو أن تشعر أو تقرّ بأنك تحتاج لرفع الثقة بالنفس.

حاول أن تتعرف إن استطعت على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك، هل هي طبيعة التربية، أو وجود من يكثر انتقادك في البيت أو خارجه، أو لعل هذا بسبب الأمر الجسدي الذي أشرت إليه من النحافة؟ لأن هذا مما قد يضعف الثقة بالنفس عند البعض، وإن كانت السمنة أيضًا قد تفعل نفس الشيء، وأحيانًا مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من الضعف.

تجنب الميل للكمال، وأن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، فأحيانًا لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل، سواء في صفاتنا الجسدية أو خصائصنا النفسية.

ومما يعزز الثقة بالنفس كثيرًا موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، فتعرف على نقاط القوة عندك، وافتخر بها، واشكر الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فصحيح أن هناك ما يقلقك من تحديات إلا أن هناك الكثير مما يمكن أن تشكر عليه، فالشكر على النعم يزيد ثقتك بنفسك "لئن شكرتم لأزيدنكم".

حاول أن تكون إيجابيًا مع نفسك، ومع الآخرين، نعم كن إيجابيًا مع نجاحات الآخرين، فالذي يعطيهم لست أنت وإنما هو الله تعالى رب السموات والأرض، وحاول أن تنظر لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، إن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.

احرص على تقديم يد المساعدة للآخرين فيما يحتاجون، وهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، فمن يعطي يأخذ أضعافًا مضاعفة، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟! وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابيّ عندك، فلا تتردد في تقبل هذا المدح، واشكر الله عليه.

حاول أن تعبّر عن رأيك في الأمور أمام الآخرين، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس.

في بعض لحظات الضعف التي لا شك تنتاب كل إنسان، لا بأس أن تتصنع أو تتظاهر بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، تصرف وكأنك أكثر شاب ثقة بنفسه، ولما لا؟! والعلم بالتعلم والحلم بالتحلم، وباصطناع الشيء لبعض الوقت، حتى يصبح طبعًا ثانيًا، وتذكر بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا.

ولعل في كل ما ذكرته لك من خطوات ما يكفيك لتعزيز ثقتك بنفسك، ويمكنك الاستزادة من وسائل زيادة الثقة بالنفس سلوكيا: ( 265851 - 259418 - 269678 - 254892 ).

وفقك الله ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر الاء جمال

    انا دايما عندي احساس بالفشل الدراسي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً