الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن آكل أي شيء بسبب ارتجاع الحامض المريئي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من ارتجاع الحامض المريئي، وذلك بعد مرض قرحة المعدة والأنيميا، استخدمت دواء (نيكسيوم 40) حبة قبل الأكل في اليوم، وتم تخفيض الجرعة إلى (باريت20) لا توجد أعراض جانبية قوية -والحمد لله- ولكن لا أستطيع أكل أي شيء، وإذا أكلت بدون انتقاء الأكل ترجع النوبة.

هل أزيد الجرعة لأستطيع أكل أي شيء؟ أم أبقى في الحمية الغذائية؟ وهل التدخل الجراحي ناجح؟ وبنسبة كم؟ لأنه يوجد لدي شك بأن شركات الأدوية الخاصة بهذا المرض تبيع بالمليارات سنوياً، ولا تريد الشفاء التام للمرضى بالتدخل الجراحي المكلف نوعاً ما.

أريد منكم شرحاً وافياً عن هذا المرض، عافاني وعافاكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس صحيحاً أن شركات الأدوية لا تريد الشفاء للمرضى، فهي تتنافس مع بعضها لإيجاد أدوية أكثر فاعلية، ولها أعراض جانية أقل، إلا أن الأدوية -كما تعلم- مكلفة التحضير، والأبحاث أيضاً مكلفة جداً، إلا أنني أتفق معك أنه مكلف، لذا فإن الأدوية تجني الأكثر من الربح للمصانع، وهناك أدوية كثيرة لا تصل إلى مرحلة التصنيع بسبب فشلها في الدراسات والأبحاث.

لا بد أن الطبيب الذي عالجك قد شرح لك عن هذا المرض، وهناك بعض المرضى الذين يكون عندهم الارتجاع شديداً، وأحياناً لا يستجيب للعلاج بالشكل الذي يخفف الأعراض عند المريض، لذا يتم اللجوء للجراحة، والحالات التي تم اللجوء لها للتدخل الجراحي حسب توصيات الجمعيات الطبية التي تعتني بهذا الموضوع، هي كالتالي:

- عدم الاستجابة للأدوية مع بقاء الأعراض، أو أن يكون هناك أعراض جانبية من الأدوية، أو عدم تحمل الأدوية.

- في حالات الاستجابة الجيدة للأدوية، فإنه يمكن التدخل الجراحي، بسبب عدم تحمل نفقات الأدوية.

- في حال وجود مضاعفات مثل التهاب المريء أو تضيق المريء.

- في حال وجود أعراض أخرى للارتجاع، مثل: الربو، أو السعال المزمن، أو بحة الصوت.

كما ترى فإن العمل الجراحي موجود، وهذه دواعي التدخل الجراحي، فإن كنت ترى أن أحداً من هذه الأمور عندك فيمكن اللجوء للتدخل الجراحي.

أما نسبة النجاح للعمليات فهي مرتفعة، إلا أنه يجب أن تعلم أن جزءاً من المرضى يستمرون بحاجة للأدوية بعد العملية، ولكنها بكمية أقل، فقد وجد في إحدى الدراسات أن 62% ممن أجروا العملية استطاعوا أن يقللوا من كمية الأدوية التي تناولوها للارتجاع.

لذا في مثل حالتك يفضل زيادة الجرعة إلى حبة صباحاً وحبة مساءً، فإن تناول وجبة كبيرة يؤدي إلى زيادة إفراز حمض المعدة، ويمكن التقليل من الأعراض عن طريق تناول وجبات صغيرة متكررة، بدلاً من وجبات كبيرة، خاصة وجبة العشاء، يجب أن تكون خفيفة وقبل النوم بفترة كافية.

للحد من الأعراض، ينصح بتجنب بعض الأطعمة التي تؤدي إلى زيادة إفراز الحامض أو ارتخاء الصمام بين المعدة والمريء، مثل الفواكه الحمضية أو عصيرها، والأطعمة الدهنية، والمعجنات، والقهوة والشاي، والبصل والنعناع، والشوكولاتة، والأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من التوابل.

الملابس الضيقة حول البطن يمكن أيضاً أن تزيد من الحموضة؛ لأنها تسبب ضغطاً على المعدة، مما يمكن أن يسبب ارتجاع المواد الغذائية وأحماض المعدة إلى المريء.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً