الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين رغبة الشاب في الخروج من المنزل ورغبة أهله ببقائه فيه.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 16 سنة، وأهلي ما زالوا يمنعونني من الخروج من البيت، وإذا كلمتهم في الموضوع يقولون: إني لا أسمع، ويريدونني أن أعمل كي أهرب من هذا الموضوع، ويمنعونني من الخروج بتاتا إلا بعد العصر.

أنا أريد أن آخذ حريتي من بعد أذان الفجر حتى 11 والنصف ليلًا؛ ليس معنى هذا ألا أكون في البيت كل هذه المدة، لكن إن قلت: سأخرج لا يمنعوني، وللعلم فإن أصحابي يخافون الله.

هل في طلبي شيء؟ ما نصيحتكم لي ولهم؟ وكيف أتعامل معهم؟

وشكرا لموقعكم، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب وإنا لنسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يبارك في عمرك وأن يحفظك ويحفظ والديك.

كم نحن سعداء بك -يا عبد الرحمن- وخاصة حين ذكرت أن أصحابك جميعا يخافون الله، وهذا يدل على أن معدنك حسن، وأنك -إن شاء الله- من أهل الصلاح.

أخانا الحبيب: نحن نتفهم تماما ما ذكرته، ونعلم يقينا أنك في مثل هذا العمر تحب أن تكون طليقا بلا قيد، ولا يعني هذا بالطبع أنك تخطئ؛ بل هذا السن الذي تعيشه هو ما يدفعك إلى هذا الشعور، ونحن هنا نؤكد لك عدة أمور:

أولا: لن تجد -أخي الحبيب- أحدا في الأرض يحبك كوالديك ويخافون عليك مثلهم، ولم لا؟! وقد عانوا كثيرا ليروك على ما أنت عليه، فأنت زرعهم وغرسهم، وهذا ما يفسر لك ما تظنه قيدا لحريتك وليس كذلك، فلا شك أن أخاك الأصغر منك بعام ليس بخبرتك في الحياة، وكلما كبرت أنت ازددت معرفة وخبرة، ووالديك قطعا أكثر منك دراية بالحياة وأخبر بك في بعض الأمور التي لم تتطلع أنت عليها، وخوفهم عليك محبة لك وهو خوف مشروع.

ثانيا: إن الحرية لا تعني أن أكون حرا أفعل ما أشاء؛ بل تعنى أن أفعل ما هو صحيح بما لا يضرني ولا يضر غيري، وكون الوالد حدد لك أوقاتا للخروج مع أصحابك فهو بهذا يثق بك.

ثالثا: قولك -أخي الحبيب-: "وأنا أريد أن آخذ حريتي من بعد أذان الفجر حتى 11 والنصف ليلا" ليس كلاما منصفا فأنت قد ألغيت وجود الوالدين في حياتك، مع أننا نفهم أنك لن تقضى هذا الوقت كاملا خارج البيت.

رابعا: نحن نريد منك عدة أمور:

1- أن تتعلم حق الوالدين عليك، وما يريده ربك ومولاك من البر بهما، حتي تأخذ الأجر على ما يريدونه منك.

2- نريد منك أن تصاحب والدك، وأن تكثر الحديث إليه وأن تتأكد أنه ما من أحد أحرص على نصحك منه، فهو الوحيد في الكون الذي يريدك أن تكون أفضل منه.

3- اجتهد أن تجعل مرادك في هوى والديك -في غير معصية الله- ويمكنك أن تلتقي بكل أصحابك في الفترة المحددة بقليل من التنظيم.

نسأل الله أن يوفقك وأن يحفظك وأن يبارك فيك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً