الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الانتصاب أثناء الخشوع في الصلاة، ما سببه..وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية: أود أن أشكر الموقع على جهوده للرد الصحيح على الاستشارات التي أفادتني كثيراً.

أما بعد: فأرجو قراءة هذه الاستشارة باهتمام.

المشكلة: أني أعاني من حدوث انتصاب أثناء الخشوع في الصلاة (أي عندما أِشعر بالسعادة والفرح أثناء الصلاة)؛ مما يضطرني للصلاة في البيت دون المسجد، ما عدا صلاة الجمعة أذهب لها ثم أعيد الظهر في المنزل بسبب ذلك.

علماً بأن (الدوبامين) يفرز في الصلاة، فهل هو السبب؟ وما علاجه إن كان هو السبب؟ وأيضاً هذه ليست وساوس من الشيطان -لعنه الله-.

آخذ دواء (فافرين) و(اريبيبرازول) لعلاج مشاكل النوم والنعاس والنوم الزائدين الناتجين عن اضطراب النوم لدي، وهذه الأدوية ليست هي السبب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وفقكم الله وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أؤكد لك أننا قد قرأنا استشارتك هذه بتمعن وبتدبر شديد، وكما ذكرت أن الأمر ليس بسبب الوسوسة، والانتصاب في أثناء لحظات الفرح والاسترخاء يحدث لكثير من الناس، وكذلك في أوقات الانفعالات الشديدة مثلاً: عند بداية الامتحانات، والأمر لا علاقة له بالدوبامين.

الدوبامين: نعم هو المحفز، هو المادة التي تتعلق بالمردود الإيجابي والإثابة الداخلية للإنسان، لكن موضوع الانتصاب لا علاقة له بالدوبامين، حتى وإن كانت له علاقة فعقار (إرببرازول) الذي تتناوله من المفترض أن يخفض إفراز الدوبامين.

أرجو أن تعتبر حالتك كعادة أو كظاهرة نادرة الحدوث، ويتم علاجها من خلال التجاهل والتجاهل التام، وعليك أن تلبس ملابس تُخفي هذا الانتصاب، اجعل ملابسك الداخلية على هذا الأساس، وبتكرار ذلك سوف يتم ما يعرف ب (فك الارتباط الشرطي)، بمعنى أن لبسك للملابس التي تمنع ظهور العضو التناسلي لديك سوف يجعلك لا تهتم بهذا الموضوع أصلاً؛ وعدم اهتمامك به وتجاهلك له سوف يزيل هذا الشعور بالانتصاب.

ويجب ألا توسوس حول صلاتك، اجتهد في الصلاة وكن خاشعًا، وتدبر وتفكر وتأمل، ولا أرى أن هنالك سببًا يجعلك تعيد صلاة الظهر في المنزل بعد أن تصلي الجمعة، هنا تكون قد كافأت الوساوس بالفعل، ويجب أن تذهب إلى الصلوات كلها في المسجد، أدِ الصلاة مع الجماعة؛ لأن ابتعادك هو تثبيت لفكرة الانتصاب أثناء الصلاة.

أنا لا أقول لك: إنك متوهم أو إنك متحسس حول هذا الموضوع أو موسوس، لكن مجرد هذا التجنب والابتعاد عن صلاة الجماعة هو تثبيت وتعزيز وتمكين لما يحدث.

إذن التجاهل، اتخاذ التحوطات التي ذكرناها فيما يخص الملابس، والإصرار على الذهاب إلى صلاة الجماعة، وتدريجيًا سوف تجد -إن شاء الله تعالى– أن انتباهك قد انصرف تمامًا عن هذا الموضوع، وأصبحت في وضع أفضل بكثير من حيث الخشوع.

الانتصاب كثيرًا ما يكون تلقائيًا، لكن الانتصاب الذي يرتبط بخيالات معينة -خاصة الخيالات الجنسية– يسبب مشكلة كبيرة، وأنا أحسب أنك قطعًا في الصلاة لا يمكن أن تأتيك مثل هذه الخيالات، فكن حذرًا حول هذا الموضوع، وأريدك أن تمارس الرياضة، الرياضة تفيدك كثيرًا للصعوبات التي تواجهها.

أنت الآن تتناول علاج فافرين وإرببرازول، وهي علاجات رئيسية لا بد أن يكون الطبيب قد كتبها لك لتشخيص معين، أنا أؤكد لك سلامتها وأؤكد لك فعاليتها، والذي أرجوه منك هو أن تتابع مع طبيبك، وأن تتجاهل هذا الأمر الذي سبب لك الانشغال، فالعلاج بالتجاهل هو الأمر الأساسي.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً