الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس.. فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم
الدكتور محمد عبد العليم الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي تتمحور حول حالة غريبة كانت قد انتابتني منذ 15 سنة، ولكن كانت تأتيني بشكل قليل، والمشكلة هي أنني أحس في فترة من الفترات بأن من يجلس بجانبي أو قريبا مني قد يستطيع أن يسمع ما يدور في داخلي، وفي هذه الحالة دائماً أحاول كتم أنفاسي، وخصوصاً عندما يدور في فكري وعقلي مشاكل عائلية، وأنا أفكر بها.

مع العلم أنني عانيت من وسوسة فترة، واستخدمت السيبرالكس، وقطعته بعد ذلك نظراً لتأثيره الجنسي السلبي، والتي ما زلت أعاني منها بعد استخدامي للدواء.

طبعاً الحالة هذه تؤثر سلباً علي، مع العلم بأنني متيقن بأن لا أحد يستطيع قراءة أفكار أحد إلا أنه تأتيني لحظة من اللحظات أشعر بأن الآخرين يستطيعون سماع ما في داخلي.

أذكر بأن أول مرة أتتني هذه الفكرة في وقت كنت أتابع فيه مسلسلاً درامياً، وكان أحدهم يمثل بدور يستطيع سماع ما في داخل الأطراف الأخرى.

للتنويه دكتوري الفاضل، هذه تحدث لي على فترات، وقد تضايقني أحياناً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أخي الفاضل: الذي يظهر لي أن حالتك وسواسية؛ لأنك مقتنع أنها فكرة غير منطقية، بمعنى كيف يستطيع أحد أن يطلع على أفكارك أو يطلع عليها، فهذا نوع من الوساوس، هذا هو التفسير الأقرب.

هنالك حالات أخرى يعتقد فيها الإنسان أن الناس تطلع على أفكاره أو أن الناس تضع في أفكاره ودماغه أفكاراً من الخارج، وهذه الحالة حالة مرضية، نشاهدها لدى مرضى الفصام، ويكون المريض متيقناً بدرجة لا يساورها الشك في أن الآخرين يطلعون على أفكارهم، وتجد معظم هؤلاء المرضى لا يقبلون مجرد النقاش لهذا الموضوع.

هذا قطعاً نوع من التفكير المرضي الظناني أو ما يسمى بالضلالات البارونية، وهي حالة تتطلب علاجاً مكثفاً مع الطب النفسي.

حالتك أرى أنها من الوساوس، وليس لها صلة بالحالة التي ذكرتها، ويجب أن تحقر هذه الأفكار وتدفعها، ولا تعطيها الاهتمام أبداً، هذا هو المسلك الرئيسي.

بالنسبة للعلاج الدوائي أعتقد أنه ذات أهمية؛ لأن الوساوس أيا كان نوعها قد يكون هنالك تأثير سلبي على كمية الدماغ، والذي أدى إلى هذه الوساوس.

من الأدوية الجيدة عقار فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمين Fluvoxamine وليس له تأثيرات سلبية، والجرعة هي 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم 100 مليجرام ليلاً لمدة 3 أشهر، ثم 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم، تجاهل الوسواس وعدم اتباعه يعتبر مبدأً رئيسياً، واستغل وقتك بصورة صحيحة؛ لأن إدارة الوقت بطرق ناجحة يعود على الإنسان بالنفع الكثير.

بارك الله فيك، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ahmed alngar

    بارك الله فيك يا دكتور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً