الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج المفيد لحالة قلق المخاوف الوسواسي عقار (سيرترلاين).

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتورنا الفاضل محمد عبدالعليم أرجو منكم الرد وبشكل عاجل، ولكم دعائي بالأجر والمثوبة.

عمري 43 سنة، متزوج منذ 7 سنوات، ولدي أطفال، أعاني من مشاكل نفسية منذ كان عمري 15 عاما، تمثلت في:
1- خوفي عند قيادة السيارة في المناطق الريفية الخالية عند مقابلة سيارة في الاتجاه المعاكس، حيث يحدث لي خوف وارتباك، وحالة من الشد والتيبس والتوتر والانغلاق، حيث أخاف من الاصطدام بالسيارة المقابلة، والشعور بأن الطريق لا تتسع لسيارتين، واضطر لإيقاف السيارة وعدم إكمال القيادة، وهي المشكلة الرئيسية التي أرجو إيجاد حل لها.

2- استمرت هذه الحالة من الرهاب رغم محاولات متكررة لتعلم القيادة خلال 25 عاما.

3- لدي حالة من قضم جلد الأظافر حول أصابع اليدين مستمرة منذ أيام المراهقة إلى هذا العمر.

4- لدي مشكلة في التبول المتكرر كل ساعة؛ حيث أشعر بالحصر خلال ساعة أو ساعتين، وعند الكشف الطبي المتكرر وإجراء التحاليل الطبية لأكثر من 20 سنة لم تظهر التحاليل ولا الكشف الطبي أي شيء، ويبدو أن السبب نفسي.

5- أشعر بحالة من التوتر والارتباك عند دخول التجمعات البشرية، في الأفراح والمآتم.

6- عند دخولي للمسجد أشعر بالتوتر وأني مراقب من الناس، ويتسلط علي شعور بوقوعي تحت نظرات الجالسين بالقرب مني، ولا أملك الجراءة للالتفات يمينا أو يسارا للتأكد من هذا الأمر، وأتضايق من هذا الأمر كثيرا، ولا يحدث هذا الأمر في الشارع عندما أكون بعيدا قليلا عن الناس.

7- أنا كثير التفكير في الأمور المستقبلية والماضية لدرجة شديدة، فأتذكر ما يحدث معي من أحاديث أو مواقف مزعجة، وأقول لو أني قلت كذا أو فعلت كذا، وبالنسبة لما أريد أن أقدم عليه من أمور أفكر في ما سأقول وفي ردة فعل الطرف الآخر وأتوقع الأسوأ.

8- في فترة المراهقة كنت أستغرق في أحلام اليقظة والتخيلات.

9- نسبيا ليس لدي صداقات كثيرة، ولم أمارس ألعابا رياضية مشتركة مع الناس، ولم أقم بكثير من الرحلات إلا مع العائلة.

10- لدي بكالوريوس إدارة أعمال ومع هذا تحدث لي مشاكل كثيرة في العمل، ولست ناجحا في العمل رغم أني مسالم، ولا أنافس الآخرين، والكثير يشهد لي بالخلق والطيبة، وأنا محافظ على الصلاة وكثير القراءة للكتب الدينية.

11- تزوجت منذ 7 سنوات من غير تمحيص، وكثير من المواصفات التي اعتقدتها في شريكة الحياة كانت خاطئة، فلم أشعر بالراحة في الزواج بل زادت مشاكلي النفسية من التوتر والعصبية، حتى أني لا أجد المتعة والنشوة في المعاشرة الجنسية، وكنت أعيش وكأني مجبور على هذا الزواج، لم أستطع المفارقة؛ لأن حالتي المادية لا تسمح بزواج آخر، وبعد أقل من ستة أشهر أصبت بالسكري؛ بعد معاناة مع الهم والضيق بسبب الزواج، وأنا الآن مريض بالسكري منذ 6 سنوات.

12- لدي حالة من التنميل والشد في فروة الرأس في الجهة اليسرى من الرأس فوق الأذن منذ 13سنة، وعند الضحك يزداد الشد، ومنذ سنتين أصبت بطنين خفيف ومستمر في الأذن اليسرى، وأكد أطباء الأذن أن الأذن اليسرى سليمة بعد عمل فحوصات منظار أذن، وقياس سمع بالكمبيوتر.

13- أستيقظ دائما وأنا مستغرق في نوع من الأحلام وكأني في فيلم، وأحيانا أستيقظ وأنا أردد بعض أغاني الأطفال التي أشاهدها مع أولادي والتي تكررت على مسامعي.

14- لا أشعر أني ند للآخرين، ولدي إحساس بأني أقل من غيري.

15- لدي مشكلة قولون عصبي تتمثل أعراضه في النغر في جهة القولون، وكثرة الغازات، وسوء الهضم والحموضة، وشد في فم المعدة.

وختاما أرجو منكم وصف علاج ودواء نفسي يعالج بالأساس حالة الفوبيا من قيادة السيارة؛ حيث أن السيارة مهمة وخاصة لرب الأسرة، كما أرجو ذكر علاج ثاني بديل للأول في حالة عدم توفره.

ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ farajatia حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك –أخي- على ثقتك بإسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة، فجزاك الله خيراً.
لقد لخصت حالتك في هذه النقاط البينة الواضحة، وأقول لك: أن النقاط 14 التي ذكرتها تدل بما لا يدع مجالا للشك أنك تعاني من قلق المخاوف الوسواسي.

أما النقطة 11 فهي نتاج للخوف، وما يصاحبه من قلق وعسر مزاج ثانوي.

وصفك -أخي الكريم- دقيق وواضح جدا، والمخاوف كثيرا ما تكون متشعبة، ومتداخلة، لديك المخاوف البسيطة، فمثلا: موضوع السيارة لا شك أنه خوف وسواسي، التبول المتكرر دليل قاطع على وجود القلق النفسي، الرهاب واضح عند دخولك المسجد، القلق الاستباقي كثيرا ما يكون مصحوبا بالوساوس، فإذن الصورة التي أعطيتها لنا من الناحية الإكلينيكية هي صورة مثالية جدا لقلق المخاوف الوسواسي.

وأتفق معك –أخي- أن العلاج الدوائي يمثل الركيزة الأساسية لعلاج حالتك بإذن الله تعالى، ويعتبر عقار (سيرترلاين) مفيدا هذا مسماه العلمي، ويسمى تجاريا زولفت، أو لسترال، وله مسميات تجارية أخرى حسب الشركة المنتجة، أسأل عن هذا الدواء تحت مسماه العلمي.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة 25 مليجرام تناولها ليلا بعد الأكل لمدة 10 أيام، ثم حبة كاملة ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبتين في اليوم أي 100 مليجرام لمدة شهرين، ثم بعد ذلك راقب مستوى التحسن لديك إذا كان التحسن 50% وأكثر فاستمر على هذه الجرعة لمدة 6 أشهر أخرى، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة ليلا لمدة 6 أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما إذا لم تتحسن حالتك على جرعة الحبتين والتي استمررت عليها لمدة شهرين كاملين، فهنا أقول لك: انتقل لجرعة 150 مليجرام أي ثلاث حبات يوميا، وهذه ستكون كافية، تناول حبة في الصباح، وحبتين في الليل، واستمر على هذه الجرعة المكثفة والسليمة، لمدة 3 أشهر، ثم اجعلها حبتين يوميا لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها حبة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوما لمدة شهر آخر، ثم توقف عن الدواء.

ولا مانع -أخي الكريم- أن تدعم (السيرترلاين) ب(الدوجماتيل)، واسمه العلمي سلبرايد وجرعته هي: كبسولة واحدة 50 مليجرام تناولها في الصباح لمدة 3 أشهر، ثم توقف عن تناوله.

البديل للسيرترلاين هو عقار باروكستين، والذي يسمى زيروكسات، وربما تجده تحت مسميات أخرى، والجرعة هي: أن تبدأ بـ10 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 20 مليجرام تناولها ليلا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا استمر عليها لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى حبتين ليلا، أي 40 مليجرام ليلا، وهي جرعة كافية من وجهة نظري، استمر عليها لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها حبة واحدة لمدة 6 أشهر، ثم نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوما لمدة شهر آخر، وإن كان اختيارك هو الباروكستين فتناول معه السلبرايد بنفس الطريقة التي ذكرتها لك.

أخي الكريم: بجانب العلاج الدوائي لا بد أن تكون فطنا وتقاوم هذه المخاوف وتحقرها تماما، ولا تلجأ للتحليل والمناقشة والتفسير الوسواسي؛ لأن هذا لن يوصلك أبداً إلى إجابة معقولة، سوف تتطور عندك الأفكار مما يزيد من قلقك وتوترك.

مثلا: شعورك الوسواسي أن السيارة ستصدم السيارة المقابلة، قل لنفسك هذا كلام حقير، وليس صحيحا، وهو كلام وسواسي فالشارع متسع لي وللجميع، وأنا في حفظ الله وكنفه، وقد قرأت دعاء الركوب عند القيادة، ولا تعط للوساوس أي مجال.

الرياضة مطلوبة في حالتك خاصة التبول المتكرر والشعور به، فهو يستجيب للرياضة، وأرجو أن تطلع على استشارة إسلام ويب الخاصة بتمارين الاسترخاء (2136015).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • جنوب أفريقيا داكسين

    لك الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً