الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أفهم أخي ذي الثماني سنوات أن العادة السرية حرام؟

السؤال

السلام عليكم

أخي الصغير عمره 8 أعوام ويمارس العادة السرية، كيف أفهمه أنها حرام؟ أخاف أن يدمن عليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على السؤال المختصر.

ما قام به أخوك الطفل الصغير وعمره ثمان سنوات ليس كما يمكن أن نتصور نحن الكبار، فالطفل في هذا العمر لا يعرف الكثير عن الجنس أو الممارسات الجنسية، وإنما هو مجرد إحساس شعر به بسبب حساسية المنطقة، والعادة أن مثل هذه الحركات عند الأطفال ليست مؤشراً للانحراف أو أي شيء غير طبيعي كما يمكن أن يظن الآباء والأمهات، ومعظم الأطفال ينمون ويتجاوزون هذه المرحلة، ويتركون هذه الحركات دون مضاعفات، وخاصة بوجود التربية والتوجيه السليمين.

من الضروري أن تكون هناك علاقة ثقة بين هذا الطفل وبين أحد من أسرته، سواء أنت والأفضل الأم أو الأب، والمهم أن تنتهزوا فرصة كل ما حدث، وفرصة أنه في هذه المرحلة من النمو للاقتراب منه والتعرف عليه حقيقة، ولكن من باب الثقة وليس من باب التجسس عليه، وإلا فسيتحول هذا السلوك إلى السرية والبعد عن الأنظار.

حاولوا عندما ترون الطفل يمارس تلك الحركات أن تصرفوا انتباهه عنها بشكل غير مباشر، كأن تقولوا له مثلا: "هيا يا حبيبي تعال وساعدني في الأمر الفلاني" أو "هيا تعال لأحكي لك حكاية" فهذا أفضل من النهي المباشر والصريح، وكل ممنوع مرغوب كما يقال.

ولا بأس أن تنتهزوا -وخاصة أبوه- فرصة هذه المرحلة للتحدث معه عن بعض أمور الحياة كالعلاقات، ومنها جوانب النمو الجنسي، وطبعاً بما يناسب عمره هذا، وخاصة في موضوع العورة والاحتشام وخصوصيات الإنسان، وهو لا شك يعلم الكثير عن هذه المواضيع، فلا يوجد في هذا العصر، عصر المعلومات، لا يوجد طفل لا يعرف بعض هذه الأمور، إلا أن معلوماته قد تكون مشوهة أو غير صحيحة، ومن المفيد أن نعطي الأطفال المعلومات الصحية والصحيحة كي لا يقعوا فريسة للمعلومات المغلوطة، وهي كثير في الحياة المعاصرة، ويمكن أن تستعينوا في هذا الأمر ببعض الكتب التي تتحدث وببساطة عن مواضيع التربية الجنسية والنمو الجنسي، ومنها كتابي: "معين الآباء في التربية الجنسية للأبناء".

وفقكم الله، وحفظ الله أطفالكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات