الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غير راضية عن حالي وحساسيتي الشديدة تزعجني

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة في مقتبل العمر، غير راضية عن حالي، مشكلتي أني لا أملك الرغبة في فعل أي شيء، وحساسة لدرجة كبيرة، لا أتحمل مزاح الآخرين، وأنزعج من أي كلمة بسيطة، عائلتي تناديني دائما بالكسولة، لأني لا أعرف كيفية الطبخ ولا أعمال المنزل، وهذا يزعجني جداً، رغم أني متقدمة في دراستي -والحمد لله-، فهم دائماً يزعجونني، إضافة إلى أن أمي لا تعلمني بطريقة جيدة، فهي عصبية في تعليمها، ماذا أفعل؟ أرجوكم أفيدوني بنصائحكم لأني مللت من حالي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ E l safae حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.

تميل بعض الفتيات إلى شيء من الحساسية في شخصياتهن، ويبدو أنك واحدة منهن، حيث تتأثرين بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، وتصفين نفسك بأنك حساسة، ونرى عادة هذه الفتاة تفكر طويلاً فيما جرى، أو فيما قيل لها أو أمامها، وقد ترتبك أمام الآخرين، وقد تنفعل من كلام الناس، وقد ينتج عن هذه الحساسية حالة من فقدان الرغبة بالعمل أو القيام بأي نشاط، لأن هذه الفتاة مشغولة البال طوال الوقت فيما قيل، أو فيما لم يقال.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها: محاولة تذكر أن الناس عندهم من الهموم الخاصة ما يمنع عنهم الوقت ليضيعوه في تتبع أمورك، أو أمور غيرك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم، فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم.

الأمر الثاني: أن تذكري أننك في عمر يافع، وأن أمامك الوقت لتتجاوزي هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا، وتذكري أن التجنب لا يحلّ المشكلة، وإنما يزيدها شدة، فحاولي الاقتراب قليلاً من أهلك والناس، وحاولي القيام ببعض الأعمال، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذا النشاط في العمل، وبذلك تخرجين مما أنت فيه.

وثالثاً: خاصة عندما تشعرين بالانزعاج من تعليقات الناس، أن تقومي ببعض تدريبات الاسترخاء، مثل الجلوس في حالة استرخاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها عاجلاً أو آجلاً، -وإن شاء الله- يكون الأمر عاجلاً.

وفقك الله، وأدخل النشاط في حياتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً