الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت برهاب الساحة أثناء سفري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أريد أن أشكر كل المشرفين على هذا الموقع.

أنا شاب عمري 25سنة، متخرج من الجامعة، أعاني من حالة جعلتني أعيش حياة غير عادية؛ حيث إنه في أحد الأيام وأنا مسافر أصابني اختناق، وعدم قدرة على التنفس، وصعوبة في بلع الريق، ومنذ ذلك اليوم وأنا أعيش في حيرة من أمري، لست أدري ماذا يحصل معي؟ أصبحت أخشى الخروج من المنزل، والسفر، والأماكن العامة، وأعاني من فقدان الشهية، وأفكر كثيرا في المستقبل، وأحس بأن الدنيا ضاقت علي كثيرا، حتى أنني صرت أبتعد عن المجتمع كل البعد، وصرت أعجز حتى عن الكلام كثيرا، أصبحت بعيدا عن المجتمع وحركته.

وأحس دائما بأنني لا أتنفس بصورة عادية، وصرت غير قادرعلى بذل مجهود كبير، ولا أتكلم كثيرا، حيث أجد صعوبة في ذلك في بعض الأوقات، مع العلم أنني لم أقم بأي زيارة لأي طبيب نفسي، وذلك بسبب ضغط عائلي، أما الطبيب العام فأزوره في أغلب الأوقات، ويقول لي: إن حالتك حالة نفسية، ويقدم لي دواء (سولبريد) الذي لا يؤثر في.

ما هو تشخيصكم لهذه الحالة؟ أرجو منكم أن تقدموا لي حلا أو تفسيرا لهذه الحالة التي أتعبتني، وأتمنى لكم التوفيق في عملكم، وأعانكم الله على ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

حالة الاختناق التي أصابتك ونتج عنها عدم القدرة على التنفس وصعوبة في البلع -خاصة بلع الريق- هذه نوبة هرع أو فزع، وهي: نوع من القلق النفسي الحاد، وبما أنه قد حدث لك هذا الشيء وأنت مسافر فأصبح هنالك ربط ما بين المكان والزمان والأعراض، لذا تكون لديك ما نسميه (رهاب الساحة) والذي يظهر عندك في شكل التخوف من الخروج من المنزل والسفر والظهور في الأماكن العامة.

هذه الصورة التي أوضحتها لنا هي صورة مثالية جدًّا لما نسميه بـ(رهاب الساحة المصحوب بنوبات الفزع أو الهرع) وأنا سعيد جدًّا أن وصفك كان جميلاً للحالة، ومعبرًا جدًّا للدرجة التي سهلت علينا التشخيص، وإن شاء الله تعالى نكون صائبين.

هذه التجارب النفسية تجارب مفزعة ومخيفة لصاحبها بالرغم من أنها ليست خطيرة أبدًا -أنا أود أن أطمئنك كثيرًا في هذا السياق- والشعور بالإحباط الذي تعانيه الآن هو نسبة لغموض طبيعة الحالة وعدم معرفتك بتشخيصها، وهل هي عضوية أو نفسية؟ كما أنك لم تشرع في برامج حقيقية.

فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تتوجه إلى الطبيب النفسي، وأنا متأكد أن الأسرة سوف تقبل ذلك تمامًا؛ حيث إننا قد أوضحنا لك التشخيص، والطبيب النفسي سوف يقوم بإجراءات معينة، أهمها: أن يدربك على تمارين الاسترخاء.

ثانيًا: تدريبك كيف تصرف نفسك وتفكيرك من التفكير القلقي.

والنقطة الثالثة هي: أن تتناول أحد الأدوية التي تفيد في مثل هذه الحالات، ومن أفضل الأدوية التي توصف في مثل هذه الحالات: عقار (باروكستين) والذي يعرف تجاريًا باسم (ديروكسات) أو عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (لسترال).

أما عقار (سلبرايد) فلا أعتقد أنه سيكون مفيدًا لوحده، أعتقد أن تناوله لا بأس به، فهو مضاد للقلق، لكن لابد أن تتناول أحد الأدوية الرئيسية التي ذكرتها، أو أي دواء آخر يختاره طبيبك المعالج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً