الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر الشديد، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 30 سنة، أعاني من التوتر الشديد منذ صغري، حيث أن جميع المواضيع المهمة توترني وتذهب عني النوم، تشعرني بالقلق لدرجة أني أقضم أظافري عند الاختبارات وأي مشاجرة تحدث أمامي، حيث أذهب من منطقة الشجار بتوتر حتى لو لم يعنيني، وأيضاً عندما يخطئ الإمام في الصلاة لا شعورياً أضع أصابعي في أذني!

هذا الأمر مستمر معي منذ صغري وإلى الآن، واستجد حالياً في فترات السفر، والتسجيل في الوظائف الجديدة، أو فكرة شراء منزل، أو اقتراض من بنك، كل هذه الأمور تثير في داخلي التوتر الشديد جداً حيث إني أصاب بأرق وتعرق وجفاف الفم وقضم الأظافر وتسارع بضربات القلب حتى لو لم يتم الأقدام عليها، وتلازمني في حياتي اليومية وتأخذ حيزًا كبيراً من تفكيري.

أيضاً لا أستطيع رفض أي طلب حتى لو لم أرغب به، أريد حلاً لهذه المشكلة، وحبذا أن تكون طرق علاجية تزيل توتري، وتحسن من حالتي النفسية بدون عقاقير إن أمكن.

علماً أنني مدخن، وأشرب كوباً من القهوة، وكوباً من الشاي يومياً، ولا أمارس الرياضة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هنالك بعض الناس لديهم ما يعرف بصفات أو السمات العُصابية، وهي قد تكون متوارثة أو مكتسبة منذ الطفولة، منها (قضم الأظافر – مص الأصابع – وحركة الرجلين المتكررة) وهذه قد تكون أيضًا مرتبطة بسرعة الانفعال في المستقبل.

القلق مطلوب كطاقة نفسية، لأن القلق هو الذي يحفزنا، هو الذي يدفعنا من أجل أن ننجز، من أجل أن نبدع، من أجل أن نكون مواظبين على أعمالنا وملتزمين بواجباتنا الاجتماعية، وخلافه، لكن القلق إذا تخطى المعدل الصحي أتفق معك أنه يؤدي إلى ظواهر توترية ويؤدي إلى عُصاب وشيء من هذا القبيل.

الذي أنصحك به هو الآتي:
أولاً: حاول دائمًا أن تعبر عمَّا بذاتك، أي لا تكتم حتى لا تحتقن، لأن التفريغ النفسي نستطيع أن نقول هو صمام الأمان للنفس.

ثانيًا: عليك أن تطبق ما ورد في السنة النبوية المطهرة حول علاج الغضب، ارجع لكتاب الإمام النووي وسوف تجد فيه ما يفيد، وخذ هذا الأمر بجدية تامة، وبإذن الله تعالى تكون النتائج رائعة كما جرب الكثير من الناس.

ثالثًا: عليك بتمارين الاسترخاء، هي تمارين علمية مفيدة جدًّا، آثارها إيجابية جدًّا، موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق هذه التمارين كما هي.

رابعًا: أنت ذكرت أنك لا تمارس الرياضة، هذا خطأ، الرياضة تقوي النفوس، الرياضة تقوي الأجسام، الرياضة تمتص الطاقات الغضبية والتوترية ولا شك في ذلك، فعليك بممارسة الرياضة، وسوف تجد فيها فائدة ونفعًا كبيرًا.

خامسًا: حاول دائمًا أن تفكر في نتائج الأشياء قبل أن تفكر في الآليات التي سوف تصل بها لتلك المقاصد، مثلاً: إن أردت أن تذهب إلى مكان ما لا تنزعج لأمر المواصلات، لا تنزعج لازدحام الطرق، قل: (في نهاية الأمر إنني إن شاء الله تعالى سوف أصل إلى مبتغاي) ودائمًا اسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، لأن هذا مهم جدًّا.

سادسًا: قطعًا تخفيف التدخين أو التوقف عنه سوف يكون أمرًا جيدًا، لأن النيكوتين هو أحد المثيرات العصبية، بالنسبة لكوب الشاي وكوب القهوة أعتقد أن هذه نسبة معقولة جدًّا من التعاطي مع الكافيين.

سابعًا: أنت ذكرت أنك لا تريد علاجًا دوائيًا، لكن أريد أن أقول لك بأنه يوجد دواء بسيط جدًّا يعرف باسم (فلوناكسول) واسمه العلمي (فلوبنتكسول) هذا الدواء دواء لطيف، ودواء جيد، وغير إدماني، ولا يتطلب أي ترتيبات علاجية فيما يخص الجرعة وسحب الدواء، فهو دواء حر، دواء بسيط، أتمنى أن تجربه، لأنه يمتص الغضب والتوتر بصورة ممتازة جدًّا.

يمكن أن تبدأ جرعة الفلوناكسول حبة واحدة – وقوة الحبة هي نصف مليجرام فقط – تناولها صباحًا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم تناول حبة واحدة في الصباح لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله، ولا بأس أن تأخذه عند اللزوم إذا رأيت ذلك ضروريًا.

ثامنًا: أكثر من التواصل الاجتماعي، وكن دائمًا مع الصالحين والطيبين من الناس، واسع دائمًا لبر والديك، لأن بر الوالدين يمتص تمامًا الطاقات الغضبية والانفعالية، ويجعل النفس تسير في طريق الطمأنينة.

موضوعك بسيط إن شاء الله تعالى، ومما أوردته لك من إرشاد إن شاء الله تعالى إذا اتبعته تجد أن أمورك قد تحسنت كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً