الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك بتصرفات جاري وتعلقه بي.. كيف أتعامل معه؟

السؤال

يوجد جار لي يحبني حب عشق مع أني رجل مثله، وأنا مستقيم -ولله الحمد- وقد تأكدت من هذا وتيقنت الأمر، وعندما ناصحته وذكرته بالله أنكر ذلك بشدة مع أنه رجل مستقيم، ولكن كانت تصرفاته معي لا تدع مجالا للشك في أن علاقته بي ليست في الله، وقد تبين لي ذلك من نظراته وتواصله معي إذا غبت عنه، حتى لا يكاد يمر يوم أو يومان إلا ويتصل بي.

لا أدري كيف أتعامل معه، هو جار لي، والله إني على يقين بأن علاقته بي كانت لغير الله، ولست موسوسا أو عندي شكوك؛ لأني عرفت الرجل جيدا، فقد لازمته فترة من الزمن، أرجو توجيهي، خاصة وأنه جار لي كيف أتعامل معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذه النقطة التي ذكرتها مهمة، ونحن نقدر معاناتك مع هذا الأمر، والذي أريدك أن تبني قناعاتك عليه أن ما في القلوب لا يعلمه إلا الله تعالى، وهذا الرجل إن كان ينظر إليك أو يتعامل معك بنظرات غير بريئة وذات مقاصد سيئة، فأعتقد أن أمره إلى الله، وأنت كاشفته ونصحته، وقمت بكل ما هو واجب، وأعتقد أنك مهما كانت قناعاتك بهذا الأمر أنه صحيح يجب أن تُعطي نفسك شعورًا بأنه لن يحدث أي ضرر من هذا الإنسان، واستعذ بالله تعالى من الفتن، وعامله كجار، دون أن يكون هنالك نوع من الاحتكاكات الشديدة، اعطه حق الجار كالسلام، والمشاركة في المناسبات، وليس أكثر من ذلك.

تجاهل الأمر هو العلاج من وجهة نظري، والتعامل في حدود ما هو معقول، وحاول أيضًا أن تقنع نفسك بأن مشاعرك فيها نوع من المبالغة، أنا لا أريد أن أسميها وسواسًا، لكن مثل هذه المواقف الوجدانية ربما تكون المشاعر مدعمة بالمبالغة، هذا ربما يكون هو أحد العوامل التي لا يجب أن نتجنبها، وأنت (حقيقة) وصلت إلى أبعد ما يمكن أن يصل إليه الشخص، وهو أنك قد ناصحتَ هذا الشخص وتكلمت معه، وحتى وإن أنكر إن كان محقًّا فأمره إلى الله، وإن لم يكن محقًّا فأيضًا أمره إلى الله، وأنت عملت ما عليك، ولن يأتيك منه شرّ أو مكروه.

أعتقد أن هذا هو المنهج الذي يجب أن تسير عليه، وحين يتواصل معك بكثرة ودون أي لزوم لا ترد عليه، فقط احفظ حقه كجار.

إذًا -أيها الفاضل الكريم- أنت مطالب أن تدفع هذه الفكرة عنك حتى وإن كانت حقيقية، وقناعاتك يجب أن تكون: أنه لن يصيبك -إن شاء الله تعالى- أي مكروه إلا أن يشاء الله.

اسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يهدي هذا الرجل إن كان على الباطل، وقطعًا تعاملك من خلال التجاهل للتفكير في هذا الأمر سيكون هو المنهج الصحيح، مهما كانت الأفكار ملحة، مهما كانت مسيطرة، وليس من الضروري أن يكون هذا وسواسًا -كما ذكرت لك- لكن طريقة المعاملة مع هذا النوع من الفكر لا بد أن يكون فيها شيء من التجاهل والتحقير.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً