الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وخوف ولا أحب الخروج من البيت

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: أحب أن أشكر الدكتور محمد عبد العليم على مجهوده، ويا رب حل مشكلتي تكون على يده -إن شاء الله-.

أنا أحمد من مصر، عمري 17 سنة، وأعاني من قلق وخوف كبير جدا، لا أحب أن أخرج من المنزل، وعندما أخرج من المنزل أشعر كأنني سأتقيأ، ويتزايد هذا الشعور حتى أتقيأ، وأحيانا لا أتقيأ.

لا أحب الأماكن المغلقة؛ لأنها تصيبني بخنقة كبيرة، ويزداد القلق لدي عندما أقابل الجنس الآخر، ولا أعلم سبب هذا الإحساس، بالرغم من العيش في حياة اجتماعية هادئة، أرجو المساعدة من حضرتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على رسالتك المفصلة والواضحة، وأنا أحاول أن أطمئنك، وإن شاء الله تعالى هذه الطمأنينة قائمة على حقائق وعلى ثوابت علمية، وهذه الثوابت هي: أن عمرك من الناحية التطورية يعتبر عمرًا حساسًا بعض الشيء؛ لأنه تحصل فيه تغيرات، في الهرمونات، في الأنزيمات، في التوجهات الفكرية، موضوع الانتماء، الهوية، هذا كله يؤدي إلى شيء من عدم الاستقرار النفسي، فظهور القلق والمخاوف والتوترات البسيطة نعتبرها أمرًا عاديًا، وهذه المرحلة مرحلة عابرة، بمعنى: أنها سوف تنتهي تلقائيًا -إن شاء الله تعالى-.

في حالتك قد يكون الأمر أخذ منحى شديدًا بعض الشيء، وهو: أنك أصبحت تعاني من مخاوف جعلتك لا تخرج من المنزل كثيرًا، ويحدث لك الغثيان أو التقيؤ حين يتم الخروج، وهذا قد يكون صورة من صور الخوف الذي نسميه بـ (رهاب الساحة).

لتخطي هذا الأمر أنصحك بأن تخرج يوميًا من المنزل ثلاث مرات في رفقة أحد أفراد الأسرة، أو صديق، حتى لو كان هذا الخروج لمسافات قريبة، هذا نسميه (التعريض مع منع الاستجابة) تكرر ذلك لمدة ثلاثة أيام، بعد ذلك تخرج لوحدك من المنزل، وحتى إن أتاك شعور بالغثيان أو التقيؤ تجاهل ذلك تمامًا؛ لأنك قطعًا ستكون قد تواءمت من خلال التعريض السابق الذي كنت تقوم به مع الرفقة الآمنة.

الأمر الثاني هو: أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تعرف أن هذه المرحلة هي مرحلة عابرة جدًّا، ويجب ألا تسبب لك أي نوع من السآمة أو اليأس، وأن تضع برامج مستقبلية، الشباب الذين في مثل عمرك الآن يفكرون في أشياء كثيرة، اجعل تفكيرك في الحصول على أفضل أنواع التعليم وأرقى الشهادات، وأن تكون على إلمام واستبصار بدينك، وأن تكون بارًا بوالديك، وأن تكون شابًا متفاعلاً حيويًا، يتمنى كل أب أن تكون ابنًا له، هذا ليس ببعيد، وليس بصعب، الأمر فقط يتطلب الشعور الإيجابي.

أمر آخر مهم وهو: أن تمارس الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية؛ لأنها تعطيك فرصة كبيرة جدًّا للتفاعل مع الآخرين مما يقلل من مخاوفك كثيرًا.

موضوع مقابلة الجنس الآخر: لا أريدك أن تأخذ هذا الأمر بحساسية، وعليك بالسلوك الشرعي في هذا الخصوص، لا مانع أن تقابل محارمك من النساء، لكن يجب ألا تكون مثل الذين يحملقون أعينهم على بنات الناس، ويحبون أن يظهروا بالوجه الجميل، وخفة الدم وشيء من هذا القبيل، هذا لا خير فيه ولا فائدة فيه أبدًا، وأنا لا أريدك أن تعتبر نفسك قلقًا أو خجولاً حين تقابل الجنس الآخر، أنت رجل فيك حياء، والحياء أمر طيب، وهو شطر من الإيمان، فلا تدخل في نفسك مشاعر سلبية، اجعلها مشاعر إيجابية، وأقول لك: إنك لست في حاجة لأي علاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً