الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وقع علينا سحر متنوع ومركب فأعينوني عليه.‏

السؤال

السلام عليكم.

ابتليت بسحر مركب ومتنوع من عدة أسحار، واشتد الخطب وعظم الكرب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سحر التكذب والتظليل، والتفرقة بين الأزواج والتعطيل، والسحر المدفون والتفقير، والمأكول والمشروب، والمخطى والمعطر، وما أخذ من مائك، والتشويش في العقيدة.

أصابني وأهلي، وكل من حولي، حتى يحيل أي سبب نجاح في الزواج، ومصدر العدوى هو بيت الزوجة من سحر قديم مدفون، وهو أيضا مركب ومتنوع، يحيل أي نجاح أو توفيق في تزويج البنات.

وإذا حصل أي شيء تأتي المشاكل من كل حدب وصوب، من سحر الأرحام، والعديد من الأمراض، والتحاليل الطبية لا تدلي بشيء.

فأسأل الله القدير على كل شيء، والمحيط بكل شيء علما العون، فأعينوني بقوة نجعل بين الإيمان والكفر سدا، نفرغ على أهل السحر والشرك قطرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرزاق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يرد عنكم كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين واعتداء المعتدين، وأن يحفظكم جميعًا بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد في رسالتك -أخي الكريم الفاضل– فإنه لمن المؤلم حقًّا أن يعيش الإنسان حياة مليئة بهذه الهموم، وتلك الأمراض والأحزان، والمشاكل والعقبات، وغير ذلك من الأمور التي لا تسر النفس ولا تريح البال، حقًّا إنها حياة تعيسة ومؤلمة ومريرة، ولكن لا نملك أمام ذلك إلا أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها).

إن العبد المؤمن كما لا يخفى عليك -أخي الكريم عبد الرزاق– ما بين أمرين: ما بين ابتلاء فيصبر عليه فيدخل الجنة، وما بين نعمة فيشكر الله تبارك وتعالى عليها فيدخل بها الجنة أيضًا، وما بين بلية يصبر عليها فيدخل بها الجنة، وما بين كفر لنعمة يعرض بها نفسه لغضب الله وعقابه، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له)، فالمؤمن دائمًا إلى خير وعلى خير، ومن خير إلى خير، ولذلك تعجب النبي -صلى الله عليه وسلم– من حاله عندما قال: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير).

ولذلك -أخي الكريم المبارك– أوصيك ونفسي –حفظك الله تبارك وتعالى–: بالصبر الجميل، وأن تعلم أن الله تبارك وتعالى لا يضيع أهله، ولا يكلهم أبدًا لأحد سواه؛ لأنه كما ورد في الحديث: (وإن أحبَّ شيء إليَّ نُصرة أوليائي، ألا وإني لا أكل نصرتهم لأحد سواي).

من هنا أقول لك -أخي الكريم الفاضل–: أبشر بفرج من الله قريب، واعلم أن مشكلتك هذه حلها بيد الله تبارك وتعالى وحده، وأن الله الجليل جل جلاله وتقدست أسماؤه قادر على أن يدفع عنكم هذا البلاء ما بين طرفة عين وانتباهتها، ولكن الله يبتلي العبد حتى يرفع من درجاته وحتى يحُطَّ من سيئاته، وحتى يمشي على الأرض وليست عليه من خطيئة كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم– بقوله: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة حتى يمشي على الأرض وليست عليه من خطيئة).

أخي الحبيب عبد الرزاق: أعلم أنك رجل مؤمن تحب الله ورسوله، وتعلم أن هذا الموقع موقعًا إسلاميًا شرعيًا، وأن هذا الموقع الإسلامي يعالج الأمور من وجهة نظر إسلامية، ولذلك نقول لك -أخي الحبيب بارك الله فيك–: اعلم أن الله الجليل جل جلاله سبحانه ابتلاك بذلك -كما ذكرت لك– ليرفع من درجاتك، ويحط من خطيئاتك أنت وأهلك بإذنه تعالى، وإن شاء الله تعالى سوف تُكرمون جميعًا بفضله ورحمته، ولكن الأمر يحتاج منك إلى دعاء وإلحاح على الله تبارك وتعالى أولاً، وثانيًا: يحتاج منك إلى أخذ بالأسباب.

أنت لم تذكر لنا هل تم علاجك بالرقية الشرعية أم لا؟ فإن العلاج بالرقية الشرعية علاج جعل الله تبارك وتعالى فيه خيرًا كثيرًا، فعليك -بارك الله فيك– باستعمال الرقية الشرعية، والذهاب إلى المعالجين الذين يعالجون الناس بآيات الله تبارك وتعالى، وأحاديث نبيه المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم–.

كما أنصحك: بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، وأذكار ما بعد الصلاة أنت وأسرتك جميعًا، كذلك أذكار الصباح والمساء، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومثلها ليلاً، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحا ومثلها ليلاً، كذلك أيضًا التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساء، فهذه كلها عوامل سوف تدفع بقوة -بإذن الله تعالى– في اتجاه السلامة والعافية.

أوصيك -أخي-: أن تكثر من الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى، كما أوصيك بالإكثار من الاستغفار، والصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم– وأتمنى أن تعرضوا حالتكم على رقاة شرعيين ثقات من الذين يعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة العبادة، وبإذن الله تعالى سوف ترى خيرًا كثيرًا، وأنصحك بالاستماع إلى رقية الشيخ محمد جبريل، وهي رقية صوتية مسجلة موجودة على الإنترنت، تستطيع أن تكتب ذلك في جوجل (الرقية الصوتية للشيخ محمد جبريل) وبإذن الله تعالى بالاستماع إليها، مع الأخذ بالأسباب، والعلاج بالرقية الشرعية حتى وإن تكرر الأمر عشرات المرات، فبإذن الله تعالى سيتم شفاؤكم شفاءً تامًا كاملاً، وأسأل الله تبارك وتعالى أن تقر عينك أنت وأهلك بالشفاء التام والصحة التامة والأمن والأمان، وأن يرد عنكم كيد الكائدين وحقد الحاقدين.

عليك بهذا البرنامج، وخاصة ما يتعلق بضرورة الاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين الثقات الذين يعرف عنهم سلامة المعتقد وصحة العقيدة، والذي يشهد لهم بأن الله يُجري الخير على أيديهم؛ لأن موضوعكم قد يحتاج إلى بعض الوقت، ويحتاج إلى راقٍ ثقة، وهذا الراقي قد يكون موجودًا الآن، وقد يوجد بعد ذلك، المهم ألا تتوقف عند راقٍ واحد، وإنما عليك أن تبحث عن أكثر من راقٍ حتى تأخذ بأسباب الشفاء، وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك أنت وأسرتك، وأن يُعيد إليكم الأمن والأمان والسعادة والاستقرار والتميز، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً