الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع الحديث مع الآخرين فكيف أتخلص من هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، مشكلتي هي أني قليل الكلام في المجالس لدرجة كبيرة، على العكس مع عائلتي، وأنا كثير المزاح، وعندما يخاطبني شخص ما لا أتفاعل معه ولا أجد ما أقول، ولا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الكلام قد يكون محمودًا في بعض الأوقات، وقد يكون مذمومًا في أوقات أخرى، وهذا بالطبع يعتمد على الموقف الذي يكون فيه الشخص، فمثلاً مع العائلة يتصرف الشخص بشكل تلقائي دون حذر أو خوف، ومع الغرباء وفي المجالس العامة يكون أكثر حيطة وحذرًا؛ لأن الشخص الطبيعي يحاول دائمًا إخفاء عيوبه، وإظهار محاسنه أمام الآخرين؛ حتى يترك انطباعًا جيدًا عن شخصيته في أذهانهم؛ فالكلام يعتبر من الوسائل التي تكشف مستوى تفكير الشخص، ودرجة علمه وثقافته، ونظرته للحياة، فالمرء مخبوء تحت لسانه، وقد يمتنع المرء عن الكلام حياء وخجلًا؛ لأن في المجلس من هم أكبر منه سنًا، وأكثر منه علمًا، وأفضل منه مكانةً، وهذا أيضًا يعتبر أمرًا طبيعيًا.

أما إذا صاحب عدم الكلام نوع من التوتر والقلق والخوف فربما يكون الأمر نوعًا من الخوف الاجتماعي الذي يتطلب العلاج، وبما أنك في هذه السن العمرية التي تتصف بكثير من التغيرات الجسمية والنفسية فربما يكون الأمر عاديًا، وسيزول - إن شاء الله - بعد تجاوز هذه المرحلة، فنرشدك بالاطلاع والقراءة أكثر، والاستماع إلى العلماء والمفكرين؛ لكي تزيد حصيلتك اللغوية، وبالتالي ستزيد ثقتك بنفسك، وقم أيضًا بمواجهة المواقف الاجتماعية، وتدرب على إعادة السؤال إذا سُئلت؛ حتى تتأكد من المطلوب منك قبل الإجابة، وحاول التدرب على إلقاء الأسئلة على الآخرين، والتعليق على كلامهم بالصورة اللائقة، ولا تضع نفسك في دور المدافع، بل تقبل الأسئلة والتعليقات بكل أريحية؛ لأنك لست في موقف امتحان.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً