الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول علاجات القلق وأشكو من الخفقان والتعرق فما الأسباب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أشرب الكحول والآن أقلعت عنها إقلاعا تاما -ولله الحمد- أحب أن أستفسر عن معاناتي مع مرضي الغريب منذ أكثر من سنة تقريبا، زرت طبيبين وشرحت لهما أعراض المرض التي أواجهها، وهي: زيادة في ضربات القلب، والتعرق الزائد، والطبيبان أجمعا على أنه لدي قلق نفسي، وكنت آخذ سيركسات 12.5، خف القلق ولكن كان لدي شعور وكأني في حلم أو ما شابه، ولم تذهب مع العلاج، وهي كانت سبب استمرار القلق كما أعتقد، وفي شعبان الماضي ذهبت إلى طبيب ثالث فأعطاني دجماتيل 50، وفافرين 150، وبعد فترة أوقف الدجماتيل وبدأ بإعطائي رسبردال بجرعة نصف صباحا ونصف ليلا، و100فافرين، وشعرت كأنما بدأت مشاعري تتحرك.

قال الطبيب: إن لديك شكا برنويا؛ لأني كنت أتحسس من الأصوات، وعند سماعي لصوت يجعلني أحرك رقبتي، بعدها بأسبوع ذهبت إلى مشفى خاص، وطلب مني الدكتور دخول المستشفى، فكنت آخذ رسبردال في العضل، وسروكويل 400، وتم تشخيصي على أن لدي ذهانا.

أنا الآن مستمر على جرعة سروكويل 400، خف القلق والخوف، وما زال هناك تقريبا 40٪ من الخوف ما زال موجودا، وشعوري كأني في حلم خف، وشعرت في بعض اللحظات أنى عدت كما كنت سابقا، ولم أعد أشعر بأي مرض، هناك أمر آخر عند التواجد مع أصدقائي لا أشعر أني أندمج معهم، وأشعر بشرود ذهني، وهذا لم يأتني إلا بعد أخذ السروكويل.

ما هي نسبة عودتي كما كنت سابقا؟ علما بأني لم أواجه أي هلاوس قط، أنتظر نصيحتك يا دكتور محمد عبدالعليم، ولك جزيل الشكر على جهدك القيم والملحوظ من خلال إسلام ويب، والله الموفق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ M-j حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع وفي شخصي الضعيف، ورسالتك أعجبتني كثيرًا، والذي أعجبني أنك ملتزم بالذهاب إلى الأطباء، ولديك إلمام كامل وشامل بحالتك، وهذا هو المهم؛ لأن العلاج النفسي الدوائي وغير الدوائي لا يأتي بفعالية كاملة إلا إذا كان هنالك تدخل طبي نفسي مبكر، وكذلك الالتزام بالجرعة العلاجية، وأنت -الحمد لله تعالى– تسير على هذا الطريق.

أنا أعتقد أنك من ناحية الدواء حالتك مستقرة تمامًا، فالرزبريادال في شكل إبر عضلية تُعطى كل أسبوعين هو من أفضل الأدوية العلاجية وإن كان مكلفًا بعض الشيء، والسوركويل يعتبر دواءً داعمًا، وأنا أؤكد لك أن الشرود الذهني ليس سببه السوركويل، إنما الحالة نفسها، ووجود إجهاد نفسي ربما يكون هو السبب، وعليه حاول أن تؤهل نفسك من خلال النوم المبكر وممارسة الرياضة، والإكثار من الاطلاع، وقراءة القرآن على وجه الخصوص، هذه محسنات قوية جدًّا ومفيدة جدًّا للذاكرة، وتحسن التركيز.

ويمكنك أيضًا أن تتناول مركب (أومجا 3) تناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة، ويمكنك أن تستشير طبيبك حول هذا الأمر، ومن الضروري أيضًا أن تحرص على ممارسة الرياضة، الرياضة تحسن التركيز، تجعل الإنسان أكثر انتباهًا.

أما بالنسبة للسوركويل فأؤكد لك مرة أخرى: أنه ليس سببًا أبدًا في الشرود الذهني.

اتبع ما ذكرته لك، وحافظ على مواعيدك مع طبيبك، والحمد لله تعالى تم التحكم الكامل في الأعراض الذهانية الإيجابية –وهكذا تُسمى– وبقيت عملية الشرود الذهني النسبية هذه، وعدم استحسان التواصل الاجتماعي أو الاندماج الاجتماعي، وهذه نسميها بالأعراض السلبية، وإن شاء الله تعالى سوف تقاومها من خلال ما ذكرته لك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً