الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من الفشل الكلوي فماذا أفعل لأزيل هذا الخوف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة وبركاته ..

أعاني من مرض؛ حيث لدي ألم في الكلى من حصى وأملاح، وقد قرأت أعراض الإصابة بالفشل الكلوي، فإذا مر عليً أي منها، ولو كان عارضا أحس أني قد أصبت به، وإذا أصبت بمرض عارض أقول لنفسي: إني أصبت بالفشل.

أذهب للطبيب لفحص وظائف الكلى، فتظهر النتائج سليمة، وهكذا، وقد عملت الفحص أكثر من عشرين مرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

من النظر في هذا السؤال، والأسئلة الأخرى لهذا الموقع من الواضح أنك تعاني من أمرين:

الأول هو: سرعة التأثر بالإيحاء، أو أن مجرد تفكيرك بأنك مصاب بمرض ما فإنك تقتنع بهذه الإصابة.

والثاني هي: حالة نفسية معروفة ومنتشرة نسميها "رهاب المرض" عندما ينشغل ذهن الشخص على صحته، معتقدا بأن لديه مرضا ما، كالسرطان أو الفشل الكوي أو غيره، وأن الأطباء إما أنهم يعلمون بهذا المرض، ولكنهم لا يخبروه بهذا صراحة، أو أنهم لا يعرفون؛ لأنهم لم يكتشفوا بعد هذا المرض.

وقد يعتقد الشخص بأنه يحتاج للمزيد من الوقت، وللمزيد من الاختبارات والتحاليل، وللمزيد من آراء الأطباء المختلفين ومن عدة تخصصات، حتى يصل للتشخيص الذي كان يخافه كل هذا الوقت.

وفي كثير من الأحيان تترافق هذه الحالة بما وصفت من أعراض، والتي تصل بعد حين للخوف من الصداع أو التعب.

وبصراحة في كثير من الحالات مهما قمنا بالمزيد من الفحوصات والتحليلات، ومهما تعددت آراء الأطباء بالتخصصات المختلفة، فكل هذا قد لا يُذهب عن ذهنك فكرة المرض، أو أنها تذهب لوقت قصير، ثم تعود من جديد، فإذا بك ومن جديد تبدأ بسلسلة جديدة من الأطباء ومن الاختبارات والتحاليل، وربما بتخصص مختلف، سواء في نفس البلد، أو حتى في بعض الأحيان السفر لبلاد أخرى من أجل الوصول إلى "جذور المرض، ومعرفة هذا التشخيص"!

طبعا يمكن في بعض الحالات أن تخف هذه الحالة وتزول من نفسها، ولكن إن طالت المعاناة وتطورت، فأنصحك بمراجعة طبيب نفسي؛ حيث يقوم هذا الطبيب بأخذ القصة كاملة، ومعرفة الأمور الكثيرة والتي لم تخبرنا عنها كنمط حياتك، وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، وتاريخ طفولتك، وطبيعة حياتك اليومية.... ومن ثم يمكن للطبيب أن يقوم بعد التشخيص الدقيق بالعلاج المناسب.

هل يا ترى عندك بالإضافة لانشغال بالك بالأمراض، هل عندك شيء من الأعراض النفسية الأخرى كالاكتئاب وغيره؟ فلابد للطبيب النفسي من تحري هذا والقيام بتقديم العلاج المطلوب.

عافاك الله، وأراح بالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً