الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي، والرجفة في الصلاة.

السؤال

السلام عليكم

أعاني من رهاب؛ حيث كنت أصلي بالناس وعمري 19 سنة، وفي عمر 12 سنة أصبت بالرهاب الاجتماعي، والآن عمري 35 سنة، وعندما أصلي بالناس أرتجف، وأصاب بضيق في التنفس، ولا أستطيع أن ألقي خطابا أمام الناس.

مع العلم أنني تدربت ولم أنجح، وسبب الرهاب هو مضايقة بعض المصلين لي.

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخِي الكريم: أبشر، أن تصلي بالناس هذا مقام عظيم لا يُتاح لجميع الناس.

أخِي الكريم: أهم شيء يجعلك تتخلص من هذا الخوف هو: أن تثق بأن المهمة التي تقوم بها هي مهمة لا تتأتى لجميع الناس، والأمر الواضح، والواقع أنك إذا لم تكن كُفؤًا لذلك لما قدمك الناس لتصلي بهم.

ثانيًا: أنا أؤكد لك أن أداءك ممتاز في الصلاة، المشاعر التي تأتيك هي مشاعر سلبية، وأقصد بذلك مشاعر الخوف، أداؤك ممتاز، أداؤك أفضل مما تتصور.

أما بالنسبة للخطابة أمام الناس فيجب أن تسأل نفسك: لماذا لا تخطب في الناس وأنت صاحب معرفة وعلم؟ صدقة العلم هي: أن نعطيه للآخرين، كما أن صدقة المال هي: الإنفاق منه.

فيا أخِي: يمكن أن تبدأ بنشاطات بسيطة، إلقاء حديث (مثلاً) بعد صلاة العصر على المصلين، حين تكون جالسًا في مجلسٍ حتى ولو مع الأصدقاء، تأتي مناسبة طيبة في موضوع ما استغلها، وتحدث لمدة خمس دقائق (مثلاً) وكأنك تخطب في هؤلاء الناس، هذا كله نوع من التدريب والتدريب العملي المهم جدًّا، وليس هنالك ما يمنع أن تواصل تدريبك، حين تكون في منزلك (مثلاً) أعد خطبة وقل لنفسك: (سوف ألقيها على الناس) وطبق هذا الخيال، تصور أن الناس أمامك، وابدأ في الخطبة، ويا حبذا لو سجلت أو صورت ما تقوم بأدائه، ثم بعد ذلك تأتي وتتطلع عليه، هذا يسمى بالتعريض في الخيال، وهو وسيلة علاجية ممتازة جدًّا.

من المهم جدًّا أن تطبق تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديه استشارة واضحة جدًّا في هذا الخصوص تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتستفيد مما ورد فيها.

موضوع المضايقة من المصلين: أنا أستغرب جدًّا من الإخوة والأخوات المصلين الذين ينتقدون بعضهم البعض، هذا لا أحبه أبدًا، حتى في العمرة أو الحج، في الطواف، هذه المزاحمات، والأشخاص الذين يقومون بدفع الآخرين يجب أن نتحملهم، هو لا يريد أن يُلحق الأذى بأي أحد، لكنه يريد أن يحمي نفسه، وفي ذات الوقت يعتقد ويعتبر أن هذه هي أفضل طريقة ليعبد الله بها ويتقرب إليه.

فيا أخِي الكريم: يجب أن نجد العذر لبعضنا البعض.

مضايقات المصلين: دائمًا تتركز حول تأخير وقت الصلاة أو تقديمها، وهذا يجب أن يتجاوزه الإنسان، الإطالة أو التقصير، بعض المصلين عندهم شيء من هذه العادات، لكن أنت بحكمتك ورويتك وتحملك والتبسم في وجه من يضايقك، هذا سوف يعود عليه وعليك بأمر عظيم، واعرف -أيها الفاضل الكريم– أنك حين تصلي بالناس تكون وليَّ أمرهم، حتى وإن لم يطيعوك فيجب أن تعطيهم المجال والرحابة حتى تتجاوز ما يضايقك.

أيها الفاضل الكريم: أرى أنك ستستفيد تمامًا من أحد الأدوية المضادة للمخاوف –خاصة الخوف الاجتماعي– وأعتقد أن عدم تحملك لمضايقة المصلين ناتج من الانفعالية الزائدة لديك، الدواء سوف يساعدك.

أرى أن الزيروكسات جيد –والذي يسمى باروكستين– يمكنك أن تتناوله بجرعة نصف حبة -أي عشرة مليجرام– ولا أعتقد أنك في حاجة لأكثر من ذلك، تناول هذه الجرعة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبارك الله فيك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر على على

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً