الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل العملية هي العلاج لانزلاق الفقرات بعد فشل الأدوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع الرائع.

مشكلتي أني أعاني من ألم في أسفل الظهر، وهذا الألم منذ فترة بعيدة، حوالي 9 سنوات، والسبب حادث بسيط، ذهبت لطبيب قبل 5 سنين، وتم أخذ أشعة رنين مغناطيسي، وتبين أن آخر فقرتين لدي من الفقرات القطنية تضغط على الأعصاب، مما يسبب لي الألم، وتبين أن لدي عيباً خلقياً في عمودي الفقري، فهو داخل إلى الداخل أكثر من الطبيعي، ثم صرف لي أدوية ومسكنات، ولم أر أي نتيجة، ومع كثرة المشي أو الوقوف يزيد الألم، وبعد ولادتي لطفلي الأول، زاد علي ألم ظهري، ومن بعدها بأربعة شهور بدأت أحس بألم في أسفل القدم بالكعب، وعند الأصابع، مع ألم في مفصل القدم، ومن ثم بدأ ألم ظهري بالزيادة، ونزل الألم على رجلي اليسرى، مع وجود تنميل فيها.

ذهبت لاستشاري عظام، وبعد أخذ أشعة رنين مغناطيسي، تبين أن لدي انزلاق بالفقرة ما قبل الأخيرة، مع وجود شرخ ولادي، تم أخذ مسكن ريلاكسون، ومن ثم أخذ جلسات علاج طبيعي، 12 جلسه وتمارين خاصه للظهر، لكن لم أر أي نتيجة، حيث بدأ يشتد الألم، فأحياناً لا أستطيع الوقوف باعتدال، ولا أصلي إلا على كرسي، ولما ذهبت مرة أخرى للطبيب وشرحت حالتي، قرر لي عملية، وأنا في حيرة من أمري، مع أن الألم يصحيني من النوم، ولا أستطيع التحرك جيداً أثناء النوم، وكثرة الجلوس ترهقني، والسفر لمسافات طويلة، والمشي الكثير يتعبني، والوقوف، حتى السباحة.

أرجو أن لا أكون أطلت بالرسالة، لكن أنا محتارة، ولم أجد إلا الله ثم أنتم لأشكي لكم حيرتي.

وفقكم الله، وأعانكم لما فيه الخير والصلاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ابتهال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

إن ما تعانين منه يسمى بالانزلاق الفقاري spondylolisthesis، وهو ينجم إما لأسباب خلقية، وذلك بأن يكون الجزء الخلفي من الفقرة غير مكتمل الالتحام مع جسم الفقرة، وبالتالي يحصل أن ينزلق جسم الفقرة على الفقرة التي تحتها، وهذا يسبب شداً على الأعصاب، وخاصة عند الوقوف والمشي، وقد يسبب انتشار الآلام إلى الطرف السفلي، وأحياناً التنميل والتخدير، وضعف في العضلات التي يغذيها جذر العصب المشدود، وبالتالي يسبب آلاماً في الفخذ والساق والقدم، أو يكون السبب رض وسقوط على الظهر، مع كسر في الجزء الذي يصل بين الجزء الخلفي من الفقرة مع جسم الفقرة، وهناك عدة درجات للانزلاق الفقاري، ودرجة الانزلاق الفقاري المئوية من انزلاق فقرة مقارنة مع الفقرة المجاورة:

- الدرجة الأولى انزلاق تصل درجته إلى 25٪.
- الدرجة الثانية ما بين 26-50 ٪.
- الدرجة الثالثة ما بين 51-75٪.
- الدرجة الرابعة ما بين 76-100 ٪.
- الدرجة الخامسة عندما تنزلق الفقرة بشكل تام من على الفقرة المقبلة.

وكلما زادت درجة الانزلاق زاد الألم، وصارت الحاجة للإجراء الجراحي أكبر، وهناك مضاعفات للانزلاق الفقاري، تشمل الألم المزمن في أسفل الظهر أو الساقين، فضلاً عن خدر، وخز أو ضعف في الساقين، ويمكن للضغط الشديد على العصب أن يسبب مشاكل في السيطرة على المثانة أو الأمعاء، ولكن هذا غير شائع جداً.

والعلاج يعتمد على درجة الانزلاق، وعلى الأعراض التي يشكو منها المريض، وتكون بتناول المسكنات، والحزام للظهر لتمنع زيادة الانزلاق عند الوقوف، وفي حال زيادة الحالة، وزيادة الأعراض كما هو عندك، فإن الحل الأفضل هو الجراحة، وهي تشمل تثبيت الفقرة المنزلقة إلى الفقرة التي تحتها من الخلف، وهي عمليات نسبة نجاحها ممتازة -بإذن الله-.

شافاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً