الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شدة الوساوس علي ..أشعر أني المسيح الدجال!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن يزيد من علمكم وينفع بكم.

أول عرض حصل لي هو التفكير أن والدي يريد قتلي, بعدها بيوم شعرت باكتئاب شديد وتفكير أني سأجن، الشهية عندي كانت صفر, والتركيز كذلك، عدم قدرة على النوم، خمول شديد, وتفكير في الانتحار.

ذهبت في آخر الليل لأصلي ركعتين, وأثناء الوقوف جاءتني دوخة وكدت أن أسقط، لم أستطع التحمل, كلمت الأهل, فذهب بي الوالد إلى دكتور نفسي, وحتى القيادة لم أستطع أن أقود من شدة الخمول، ذهبت للطبيب وأعطاني سوليان لمدة شهر؛ فتحسنت حالتي, لكن بعد تركها بأسبوع جاءني وسواس قهري طغى على تفكيري وأرهقني؛ بقتل أحد أقربائي, وبفضل الله استطعت نوم الليل لشعوري بالسعادة عند وجوده, فحصل لي مع هذه الحالة اكتئاب وفقدان شهية وخمول وتفكير في الانتحار مثل ما حصل في المرة الأولى.

أيضا تأتيني فكرة أنني المسيح الدجال, لم أكن متيقنا من ذلك لكنه مجرد تفكير, وكنت أخاف أن أكون هو.

ذهبت للدكتور مرة أخرى وأعطاني سوليان وباروكسات, وإلى الآن أستخدمها, ولله الحمد حالتي مستقرة, الدكتور لم يعطني وصفا لحالتي, فكتبت لكم لعلي أجد وصفا لحالتي.

علما أن بصيرتي لا زالت لدي, وأنا من طلب من أهلي الذهاب إلى الدكتور.

وشكرا لكم مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت قد أحسنت بأنك ذهبت إلى الطبيب النفسي، وأنا أتفق معك تمامًا أن ارتباطك للواقع وبصيرتك ممتازة جدًّا، وهذا يجعلنا مطمئنين لأمرين: الأمر الأول هو أنك لن تهمل في نفسك من حيث متابعة العلاج، وهذه مهمة جدًّا, والأمر الثاني: إن شاء الله تعالى تعيش حياتك بصورة طبيعية وفعالة، يعني أن هذه الحالة لن تسبب لك أي نوع من الإعاقة.

بالنسبة لتشخيص الحالة: أولاً معرفة التشخيص في الطب النفسي: في حالات كثيرة قد تكون هنالك احتمالات تشخيصية أو ما يسمى بـ (التشخيص الفارق) وفي بعض الأحيان تكون الحالة بالوضوح والشفافية التي تجعل الطبيب يضع التشخيص وهو مطمئن تمامًا دون وجود أي تشخيصات فارقة.

وهذا الأمر معمول به في الطب النفسي، وأنا دائمًا أحاول أشرح لمن يأتيني طبيعة أعراضه، ونجري الكثير من المحاورات والمداولات، ونصل إلى اتفاق فيما بيننا –أي أنا والأخ أو الأخت الذين يأتون طلبًا للعلاج– على خطوات علاجية يلتزم فيها الجميع بالمتابعة وتناول الدواء، ونشرح طبيعة الحالة ومآلاتها، لأن هذا من حق المريض.

وأنا متأكد أن طبيبك لن يبخل عليك أبدًا بأي معلومة يراها ضرورية، ومن الواضح أنك إنسان متفهم، وأعتقد أن معرفة تشخيص الحالة سوف يساعدك أيضًا في أن تلتزم بالعلاج, قطعًا طبيبك في وضع أفضل مني ليعطيك التشخيص بدقة.

مما ذكرته أنا أقول لك: عندك وساوس، وهنالك بعض النواحي الظنانية الشكوكية أيضًا لديك، والبعض يحب أن يمسي هذه الحالة (الوسواسي الشكوكي) والبعض يسميه بـ (الوسواس الظناني) وهكذا، والأخ الطبيب –جزاه الله خيرًا– أفلح في الخطة العلاجية، لأن عقار (سوليان) والذي يعرف علميًا باسم (إميسلبرايد) والباروكستين تعتبر هي الأدوية المتميزة والفعالة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات.

إذًا -أيها الفاضل الكريم– نصيحتي لك هي الانتظام على العلاج، المتابعة، وأن تعيش حياتك بصورة طبيعية وفعالة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً