الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول حبوب منع الحمل منذ سنة، فهل ستؤثر على الحمل مستقبلاً؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 25 سنة.

أجريت عملية إزالة أكياس من المبيض منذ سنة، ووصفت لي الطبيبة حبوب منع الحمل (مارفيلون) لمدة سنة.

تعبت كثيراً من تلك الحبوب ولكنني استمررت عليها، ومؤخراً عانيت من آلام في الصدر، راجعت الطبيبة، فأخبرتني أنه سيزول مع الوقت.

سؤالي: قرأت دراسة طبية أن هذه الحبوب قد تضر الصدر، ولا بد من تصويرها إشعاعياً لتحديد موقعها وحجمها، فهل هذا صحيح؟ وهل هناك أي ضرر من هذه الآلام؟ وهل هناك احتمال الإصابة بسرطان الثدي بسبب حبوب منع الحمل؟

طلبت مني الطبيبة التوقف عن أخذها لمدة شهرين، فهل التوقف عنها يضرني؟

بعد التوقف لشهرين أخبرتني الطبيبة بوجود كيس إباضة، فما هذا الكيس؟
وهل له علاقة بالأكياس التي تكونت لدي سابقاً؟ وهل له تأثير؟

طلبت مني الطبيبة الرجوع لأخذ حبوب منع الحمل، ووصفت لي نوع ( microgynon ) فهل هذا مفيد لي أم لا؟ وكم المدة المناسبة للاستمرار في أخذها؟ ومتى أتوقف عن تناولها نهائياً؟ وهل ستعمل على منع تكون هذه الأكياس مجددا؟ وهل هناك أي تأثير على الزواج والإنجاب مستقبلاً؟ وهل هناك احتمال تأخر الحمل؟

من ناحية أخرى: تقدم شاب لخطبتي، وأنوي إخباره بأنني أجريت هذه العملية.

سؤالي: هل يجب علي إخباره شرعاً؟

شكراً جزيلاً لكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حبوب منع الحمل المذكورة سواء مارفيلون أو (microgynon) هي حبوب من ذات الهرمونين، والغرض من وصفها في حالة التكيس أو الأكياس الوظيفية هو: السيطرة على تكون أكياس جديدة في المبايض، والعمل والمساعدة في تقليل حجم الأكياس الموجودة.

والمفترض في أغلب الأحوال أن تلك الأكياس تظهر وتختفي تلقائياً في عدة دورات شهرية، ولكن يظل بعضها موجوداً ويحتاج إلى تدخل جراحي لاستئصاله والتخلص منه، ويجب متابعة تلك الأكياس بالسونار لمعرفة حجمها، ويمكن التوقف عن الحبوب دون خوف؛ لأن الغرض علاجي خصوصا وأن هناك أشياء طبيعية يمكن الاستعانة بها في علاج التكيس، ويمكن تناولها بكل أمان - إن شاء الله -.

والألم الذي تشعرين به في الصدر من الممكن أن يكون مرتبطاً بارتفاع نسبة هرمون الحليب برولاكتين، والذي يؤدي ارتفاعه إلى حدوث ثقل في الصدر، وحتى نزول إفرازات بيضاء أو حليب من الصدر، ولذلك يجب قياس نسبة هذا الهرمون، وأخذ العلاج المناسب لذلك، وهو: تناول حبوب دوستينكس ربع ملغ مرتين في الأسبوع حتى تصل نسبة الهرمون إلى الصفر.

والمتابعة مع الطبيبة المعالجة، ومتابعة الصدر بالإشعاعات مثل: ماموجرام، والسونار لم يحن موعدها بعد، وهي تجرى بشكل روتيني في عمر (40) فلا داعي للقلق، ولم تثبت الدراسات العلمية ارتباط ارتفاع مرض السرطان بتناول حبوب تنظيم الأسرة أو منع الحمل، بل هي آراء غير مبنية على دراسات وأبحاث علمية.

ومن الواضح أن الأكياس الوظيفية التي تتكون في المبايض بسبب تجمع سوائل في بويضة لم تنفجر، ولم تخرج من المبيض، فأدى ذلك إلى حدوث وتكون الأكياس، وحبوب منع الحمل - كما قلنا - تساعد على وقف تكونها، فلا بأس من تكرار النوع الجديد في الشهور القادمة.

وليس هناك تأثير على الزواج مطلقا، ولكن مسألة الحمل تحتاج إلى بويضة بحجم (18 إلى 22 مم) وحيوان منوي طبيعي حتى في حالة وجود التكيس، فمن الممكن حدوث الحمل - إن شاء الله - مع العلم أن الحمل يعالج ويوقف التكيس - بأمر الله تعالى -.

وفي حالة زيادة الوزن يجب العمل على انقاصه من خلال حمية غذائية، وممارسة الرياضة، وتناول حبوب جلوكوفاج التي تحسن عمل هرمون الأنسولين، وتمنع زيادة هرمون الذكورة، وتعالج التكيس، فيجب الاستعانة بها وتناولها بجرعة (500 ملغ) مرتين يومياً؛ حيث إن إنقاص الوزن في حد ذاته عنصر مهم من عناصر علاج التكيس.

ولذلك هناك بعض التحاليل الهرمونية التي يجب إجرائها وهذه التحاليل هي:
FSH LH TSH FREE T4 PROLACTIN ESTROGEN TESTOSTERONE وذلك ثاني أيام الدورة الشهرية، ثم عمل فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم (21) من بداية الدورة، وعرض هذه التحاليل على الطبيبة مع متابعة المبايض والرحم بالسونار للوقوف على حالة التبويض، وهل هناك تكيس على المبايض أم لا؟ وما هي حالة بطانة الرحم؟

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة عند زيادته مثل: total fertility أو غيرها مع التغذية السليمة، مع المداومة على شرب حليب الصويا وشرب أعشاب البردقوش، والمرامية وهي تغلى مثل الشاي وتشرب مرتين يومياً، وأكل التلبينة النبوية وهي مغلي الشعير، ويمكن غلي الشعير وتصفيته أو طحن الشعير وغليه وتصفيته وتحليته حسب الحاجة، وهذا مفيد للإمساك والمناعة والهضم، وهذا كله يحسن التبويض - إن شاء الله - وبالتالي يؤدي إلى انتظام الدورة الشهرية ويساعد في علاج التكيس.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

-------------------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة : د. منصورة فواز سالم - طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة -،
وتليها إجابة : الشيخ أحمد الفودعي - مستشار الشؤون الأسرية والتربوية -.
-------------------------------------------------------------------------------------

مرحبًا بك - ابنتا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك، ونسأل الله - تعالى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُذهب عنك كل مكروه، وأن يُقر عينك بالزوج الصالح والذرية الطيبة.

لقد أحسنت – ابنتا الكريمة – في طلب الدواء، ونسأل الله - تعالى - أن يكتب لك العافية، ووصيتنا لك أن تُحسني ظنك بالله - سبحانه وتعالى -، وتُكثري من دعائه وسؤاله العافية.

وأما عن سؤالك عن إخبار الخاطب بحالتك فالجواب أن هذا المرض الذي تعانين منه - أو الحالة الصحية التي أنت فيها - ليس فيها ما ينفر الزوج من زوجته، ومن ثم فليس من العيوب التي يثبت بها خيار الفسخ بعد العقد، وإذا كان ليس فيه ما ينفّر الزوج ولا ما يضره - بأن يكون المرض معديًا أو نحو ذلك – فإنه لا يلزم المرأة إخباره بما فيها، والعقم على فرض ثبوته وبقائه فإن جمهور الفقهاء لا يرونه عيبًا يلزم الإخبار به، وإن كان بعض العلماء استحب إخبار الخاطب به قبل العقد، هذا على فرض ثبوت العقم.

أما حالتك فالذي فهمناه من كلام الطبيبة أنك في حالة يُرجى لها الشفاء، وأن يذهب عنك ذلك البأس -إن شاء الله تعالى – ومن ثم لا نرى حاجة لإخبار الزوج بما تعانينه ما دام الأمر بهذه الصورة، ولو أردت قطع أسباب النزاع التي قد تحصل في المستقبل - إذا خشيت بأن الزوج لا يرضى بحالتك هذه فأخبرته – فإن هذا شيء لا بأس به، ولكن لا يلزمك فعله، وكوني على ثقة من أن الله - سبحانه وتعالى - لن يقدر لك إلا الخير، فهو أرحم بك من نفسك، وأعلم بمصالحك، فثقي بأن الله - سبحانه وتعالى - لن يخذلك، وأنه سيسوق إليك الرزق الحسن المناسب.

نسأل الله - تعالى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُقدِّر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً