الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني قلق واكتئاب فجأة، ما العلاج للتخلص منهما؟

السؤال

السلام عليكم
عندي حالة غريبة عجيبة أرجو الإفادة، جزاكم الله خيرا.

أنا شاب متزوج، ومضى من عمري 31 سنة، طولي 175 ووزني 85، من جدة بالمملكة العربية السعودية، منذ شهر تقريبا أخذت إجازة شهر من العمل، مع العلم أن عمري ما أخذت شهر إجازة منذ 10 سنوات، قلت أغير جو أنا والعائلة.

أول ما انتهت الإجازة ورجعت العمل جاءتني كتمة ودوخة، وخفقان قوي جدا، أحسست أن قلبي يطير من مكانه، وبرودة في الأطراف، وأرق شديد لا أنام الليل، لكن أنام في النهار بشكل طبيعي، وخمول شديد، وإسهال شديد جدا، وانسداد في الشهية، لا آكل أي شيء إلا السوائل فقط، وتعكر في المزاج، فدائما أكون في حالة سرحان، ولا أريد أحد يكلمني، ولا أكلم أحدا.

أيضا أصاب بتعب شديد جدا من أقل مجهود أبذله أحس أني سأسقط على وجهي من شدة التعب! علما أني تركت الدخان منذ شهر تقريبا، ولا أشرب كحولا أو قهوة أو أي منبه، المهم راجعت عيادة القلب وعملت تخطيطا، وجميع التحاليل طلعت سليمة.

كذلك راجعت الباطنية وعملت كل التحاليل، وعملت أيضا تحليل الغدة الدرقية، وصورة الدم والسكر والكوليسترول، وكل شيء، وطلعت سليمة -والحمد لله- وكل الدكاترة قالوا: ما فيك شيء أنت توهم نفسك، ودكتور باطني قال: طالما لا تنم الليل راجع العيادة النفسية.

أنا بصراحة أخاف من العيادات النفسية؛ لأن أغلب أدويتهم إدمان، وهي مؤقتة مهدئة فقط إذا أوقفتها ترجع مثل ما كنت، وأنا أموري في الحياة -الحمد لله- لا أفكر في أي شيء، ولا أشغل بالي بأي شيء، ولا أزعل من أحد.

المهم فجأة راحت مني كل الأعراض نهائيا، دون أن أستخدم أي علاج، اختفت نهائيا لمدة أسبوع أو 10 أيام، والآن ومع إجازة الحج أحس أن الأعراض بدأت ترجع لي تدريجيا، بدأت بالخفقان القوي لدرجة أني أسمع صوت دقات قلبي وأحس فيه، ورعشة في الأطراف، وتعكر المزاج، وأحيانا كتمة خفيفة، والإسهال هو الوحيد الذي ما زال موجودا ولم يختف إلى الآن.

أحس بعض الأحيان أن هناك قوة وطاقة ونشاطا زائدا غير طبيعي، وأريد أن أفرغها، ولكن لا أعلم كيف! أريد أن أمشي وأتحرك، ثم يرجع الخمول مجددا، بعض الشباب نصحوني بعمل تحليل فيتامين (د) وبعضهم قال: اعمل تحليلا لجرثومة المعدة، فهل لها علاقة بحالتي هذه؟

تعبت ومليت من كثرة المراجعات للمستشفيات، أرجو تشخيص حالتي، لأني تعبت وأحس بملل فظيع جدا، هل أنا واهم فعلا؟ أو أن هناك مرضا نفسيا من قلق أو اكتئاب أو غيره، وما مدى المرض؟ أهو خفيف أم متوسط أم شديد؟ وهل هناك أدوية وطرق للعلاج؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بدأت بعد رجوعك من الإجازة، وربما يكون لهذه الأعراض علاقة بالتهابات فيروسية أصابت الجهاز الهضمي (مثلاً) وبعد ذلك ظهرت عندك ما يشبه نوبة الهرع أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي، أحيانًا يظهر دون أسباب، وأحيانًا يظهر بعد الإجهاد النفسي أو التوترات العامة، أو الإصابات الفيروسية العارضة.

الحمد لله تعالى فحوصاتك كلها جيدة وسليمة، وأعتقد فحص فيتامين (د) هي فكرة جيدة، وإن كانت كل أعراضك لا نستطيع أن نفسرها بنقص فيتامين (د) لكن عمومًا إذا اكتُشف أن هنالك أي نقص في مستوى هذا الفيتامين فعلاج ذلك سوف يعود عليك بصورة إيجابية فيما يخص صحتك النفسية، وكذلك صحتك الجسدية.

بالنسبة لموضوع جرثومة المعدة والتي تُعرف باسم (إكلوباكتر) هي إصابة شائعة جدًّا، وفي بعض الأحيان قد تؤدي إلى تهيجات في المعدة والأمعاء، وقد تكون سببًا في الإسهال، فمقابلة طبيب في الجهاز الهضمي لن يكون أمرًا سيئًا، على العكس ربما يطمئنك أكثر، وإن وجدت هذه الجرثومة فسوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج الثلاثي المعروف لهذه الجرثومة، وهذا العلاج يستغرق نحو أسبوعين، سوف يفيدك كثيرًا - إن شاء الله تعالى - .

بالنسبة للحالة النفسية القلق والمخاوف البسيطة، ولا أعتقد أنك تعاني من اكتئاب نفسي، مجرد القلق والتوتر والمخاوف يجعل الإنسان في وضع مزاجي ليس بالجيد، لكن قطعًا لا يصلان للدرجة إلى الاكتئاب النفسي.

أنا أرى أن تناولك لدواء بسيط جدًّا مثل عقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) سوف يساعدك كثيرًا، وهو دواء بسيط جدًّا، وليس تعوديًا، ويستعمل دائمًا لعلاج القلق، خاصة إذا كان هنالك أعراض نفسوجسدية متعلقة بالجهاز الهضمي مثل ما تعاني منه.

أنصحك أن تتناول هذا الدواء بجرعة خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة في اليوم – تناولها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعل الجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

عليك أن تملأ حياتك بالأنشطة الإيجابية، كممارسة الرياضة، وأن تكون متفائلاً دائمًا في تفكيرك، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة وجيدة، وأن تُكثر من الدعاء والذكر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً