الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاطى الحشيش وأصيب بعدها برعب وهلع

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أعاني من مشكلة ظهرت قبل يومين مع استعمالي لمادة الحشيش، حيث إني بعدها بفترة زمنية -ما يقارب الساعتين- ذهبت إلى الحمام -أعزكم الله- وكان لدي إمساك ليس بذلك الشديد، وعند الانتهاء والغسيل أحسست بزيادة نبضات قلبي بقوة، وبطنين في أذني شديد، وأصبحت أظن أن أجلي قد حان، ولا شعورياً توضأت وذهبت للمطبخ، وأخذت ملعقتين جبنة سائلة، فبدأ الطنين يخف شيئاً فشيئاً، إلى أن تلاشى، ولكن أحسست في أطرافي برجفة وخوف، وما زلت أرى نفسي غير طبيعي.

قررت في نفس اليوم بعد الاستيقاظ من النوم الذهاب إلى المستشفى، فأمر الدكتور بفحوصات للقلب، وكان نبضي سريعا، لكنه منتظم، ولا يوجد فيه خوف كما ذكر الدكتور، وأجريت تحليلاً للهيموجلوبين، والغدة الدرقية وجميعها سليمة، حيث نسبة الهيموجلوبين كانت 15، وقال لي إنه بسبب الدخان.

ذهبت اليوم الثاني لطبيب الأذن والأنف والحنجرة، وقال كل شيء سليم في أذنك، سوى أذني اليسرى، فيها شمع متراكم، فنظفها، وقال حالتك ليست مرضا، بل ربما هي شيء عارض.

علما أنني لم أقل لأي دكتور بأنني تناولت الحشيش، ولأنني من بعد الحالة عاهدت ربي بتركه، والآن لا أعلم هل هو شعور الخوف يوهم لي بأنني غير طبيعي؟ أم هو مرض أم ماذا؟ مع العلم بأنني مدخن.

جزاكم الله خيرا، ووفقكم لما يحبه ويرضاه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

هذا التفاعل الذي حدث لك بعد تعاطي مادة الحشيش هو نتاج طبيعي لاستثارة المواد الكيميائية الدماغية خاصة مادة التي تعرف باسم (دوبامين Dopamine) وكذلك مادة (سيروتونين Serotonin) والذي حدث لك هو نوع من الهلع والهرع والخوف.

الحمد للهِ تعالى أنت توقفت الآن عن تعاطي الحشيش، وهذا أمر يُسعدنا كثيرًا، فنسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك، وأنا أؤكد لك أن أثره سوف يختفي تمامًا من جسدك, فحاول أيضًا أن تخفف من التدخين تدريجيًا إلى أن تتوقف منه.

حالتك هي نوع من القلق النفسي الظرفي الذي ربما يكون عرضًا كما قال الأخ الطبيب، أنت محتاج لأن تمارس الرياضة، الرياضة خير كثير لك، وفي ذات الوقت لا مانع أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات، وهو دواء سليم جدًّا يعرف باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) أنت تحتاج لأن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

إذًا حالتك هي حالة عرضية (قلق مخاوف) ربما يكون الحشيش هو الذي استثار الموصلات العصبية لديك، وحدث ما حدث، لكنك الآن -إن شاء الله تعالى- أنت تسير نحو التعافي، ويجب أن تعيش حياة صحية مرتبة منظمة، والحياة الصحية تتطلب حسن إدارة الوقت، أن يكون الإنسان عالي الهمة، أن تُجيد عملك، تواصلك الاجتماعي، الاطلاع، القراءة، الصلاة في وقتها في المسجد، بر الوالدين، الغذاء الجيد والمرتب والمنظم ... هذه كلها أمور ممتازة جدًّا, وتضيف إضافات عظيمة لحياتنا النفسية، وكذلك صحتنا الجسدية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً