الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحد من الخيالات السلوكية والنفسية؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب جامعي, أتتني حالة نفسية تدريجية سلوكية, وهي أنني عندما أبدأ بالدراسة من أول النهار تبدأ الأحلام والخيالات تراودني, وأتخيل أمورا مضحكة جدا, وقد أمثلها واقعا في الغرفة التي أجلس فيها وحيدا, كأن أتخيل مثلا أن نجلس أنا وأصدقائنا ونتكلم كلاما مضحكا ونضحك مع بعض, وهكذا من الخيالات.

المشكلة ليس في الخيالات التي أتخيلها, وإنما في تطورها -يا دكتور- حتى أصبحت مشكلة متلازمة تمنعني من الدراسة, بحيث لو فرضا أني بدأت الدراسة؛ فتأتيني الخيالات فلا أستطيع أن أقاومها, ومن ثم أندمج وأنسجم معها, ولا أستطيع الدراسة, وإن رجعت وحاولت أن أدرس تأتيني الخيالات من جديد؛ لتمنعني مرة أخرى من الدراسة, وأحس بثقل شديد عند العودة للكتاب, وأرتاح لما أندمج مع هذه الخيالات, ماذا أفعل لها ولحلها؟

أرجوكم ساعدوني.

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخيالات وأحلام اليقظة هي أمر طبيعي جدًّا، في حالتك المشكلة هي التوقيت لهذه الخيالات والأفكار الواهية، وهي دائمًا تأتيك بصورة مكثفة حين تبدأ في المذاكرة, أنت هنا محتاج لما يسمى بالاستبدال المعرفي، يعني أن تستشعر أهمية المذاكرة بصورة أفضل، وتضعها على رأس أسبقياتك وتقول لنفسك (لن يكون لي أي نشاط أو أي أفعال أخرى أو حتى أي أفكار أخرى في هذه اللحظات التي أود أن أذاكر فيها).

قطعًا يجب أن تكون هناك قناعات ويقين قوي حول هذا الأمر، تبديل الأسبقيات يجعلنا نهتم أكثر بما هو مهم، ونقلل شأن ما ليس مهمًّا، هذا الاستبدال المعرفي ضروري وضروري جدًّا، وهي الطريقة الوحيدة التي أراها سوف تساعدك.

الشيء الآخر: هذا النوع من الخيالات التي تحمل أيضًا الجانب الوسواسي يستجيب كثيرًا لتمارين الاسترخاء والتمارين الرياضية، فارجع استشارة موقعنا تحت الرقم: (2136015) وطبق التمارين الواردة وسوف تجد فيها منفعة كبيرة جدًّا.

الخطوة الأخرى هي أن تخصص وقتًا لهذه الأحلام التي تراودك، قل لنفسك (أنا ما بين الساعة كذا والساعة كذا سوف أتفرغ تمامًا لخيالاتي ولأحلامي) هذا التمرين في ظاهره مُضحك بعض الشيء، لكنه ذو جدوى علمية، وهو قائم على ممارسات بحثية ثابتة.

توزيع الوقت ضروري في حالتك، وتوزيع الوقت لا نقصد به أن تتفرغ للدراسة أبدًا، هو أن تعطي كل شيء حقه في الوقت المناسب بالصورة المناسبة وللمدة الزمنية المناسبة، والنوم المبكر ضروري جدًّا في حياتك، كما أن الرياضة -كما ذكرت لك– أعتبرها أمرًا ضروريًا، يجب أن تشارك أيضًا أسرتك في الأنشطة الأسرية والمنزلية، وأن تكون لك علاقات اجتماعية راشدة، كما أن الدراسة الجماعية سوف تفيدك، مثلاً أن تتفق مع بعض أصدقائك أن تدرسوا مع بعضكم البعض مرة أو مرتين في الأسبوع.

المذاكرة بعد صلاة الفجر لها وقع إيجابي عظيم على النفس وعلى طريقة التفكير، فخصص ساعة إلى ساعة ونصف للدراسة بعد صلاة الفجر وقبل أن تذهب إلى الكلية.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً