السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاه عانيت من انقطاع الدورة الشهرية لمدة ستة أشهر، وعندما رجعت كانت قليلة جداً، والشهر الذي بعده كانت غزيرة جداً، واستمرت لمدة ( 15 ) يوماً، مع العلم أن دورتي الشهرية المعتادة سبعة أيام فقط.

سؤالي: ما سبب كل ذلك؟

جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتعاني كثير من الفتيات من مشكلة تأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها، وذلك بسبب مشكلة الوزن الزائد والسمنة التي تؤدي إلى حدوث حالة التكيس المتعدد على المبايض (pcos)، وفيه لا تستطيع البويضات الخروج من جدار المبايض السميكة فتظل محبوسة، ويحدث خلل في التوازن الهرموني بين هرمونات (إستروجين estrogen) الذي يزيد في نصف الشهر الأول قبل التبويض وبين هرمون بروجيستيرون الذي يزيد في نصف الشهر الثاني بعد التبويض، وهذا الخلل يؤدي إلى اضطراب وتأخر الدورة الشهرية.

ومع حالة التكيس يتأثر عمل هرمون الأنسولين المسؤول عن حرق وتخزين السكر فيرتفع هرمون الذكورة أكثر من المعدل الطبيعي، فيؤدي ذلك إلى ظهور الشعر والحبوب، ويرتفع كذلك هرمون الحليب (برولاكتين Prolactin)، ويؤدي ذلك إلى تأخر الدورة وتوقف التبويض.

ويجب أولاً: مشاركة الوالدة في خطة العلاج؛ لأن من بينها تناول حبوب تنظيم الأسرة من ذات الهرمونين لمدة ( 3 إلى 6 ) شهور، حتى تنظم الدورة الشهرية، وحتى توقف التبويض مؤقتاً، وتوقف تكون المزيد من التكيس في الرحم وتقلل من التكيس الموجود، مع استخدام أقراص (جلوكوفاج Glucophage) 500 مليجرام، مرتين في اليوم بعد الأكل، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد؛ لأن ارتفاع هرمون الأنسولين في حالة التكيس يحتاج إلى هذا الدواء، وإن كان المريض لا يعاني من ارتفاع السكر في الدم، ومع انتظام هرمون الأنسولين فإن هرمون الذكورة ينتظم أيضا، ويمنع ظهور الشعر والحبوب غير المرغوب فيها، والعمل على إنقاص الوزن من خلال حمية غذائية جيدة، وممارسة الرياضة، ومن أهمها المشي، والأعمال المنزلية المختلفة.

مع المداومة على تناول حليب الصويا والفواكه والخضروات، وشرب أعشاب البردقوش والمرمية وهي تغلى مثل الشاي وتشرب مرتين يومياً، وأكل تلبينة الشعير النبوية، وهي مغلي الشعير مع الحليب أو الماء، وهذا مفيد للإمساك والمناعة والهضم وتحسين التبويض - إن شاء الله - وبالتالي تنظيم الدورة.

وفي نهاية الشهور الستة ومع بداية الدورة، هناك عدة تحاليل يجب القيام بها لمعرفة هرمونات الجسم المسؤولة عن الدورة وهرمون الحليب وهرمون الذكورة وهرمونات الغدة الدرقية، وهذه التحاليل هي: FSH - LH PROLACTIN- TSH- ESTROGEN -TESTOSTERONE ثاني أيام الدورة ثم إجراء فحص هرمون PROGESTERONE في اليوم (21) من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض خصوصاً في منتصف الدورة، وهي أيام التبويض ومتابعة الحالة مع الطبيبة المعالجة.

وفي حالة زيادة افراز هرمون الحليب كجزء من متلازمة التكيس على المبايض أو حتى منفرداً، وهذا يؤدي إلى خلل في الدورة الشهرية، وهناك أدوية تساعد في علاج هذا الهرمون ومنه دواء (دوستينكس Dostinex) 0.25 mg، قرصاً واحداً مرتين أسبوعياً، حتى ينتظم هرمون الحليب وذلك تحت إشراف الطبيبة المعالجة أيضاً.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.