الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل وأريد علاجا للاكتئاب لا يضر بالجنين؟

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر 28 سنة، متزوجة، بعد زواجي بشهر أصابني اكتئاب، وتعالجت منه، فقد كنت آخذ حبوب أفيكسور، ولمدة سبعة أشهر، وأوقفت العلاج فجأة بعد علمي بالحمل، والآن أنا في الشهر السادس، وحالتي النفسية سيئة جدا، لا طعم للحياة عندي، أحس بملل شديد، أهملت نفسي وزوجي، وراودتني فكرة الانتحار أكثر من مرة.

أريد منكم مساعدتي، فأنا لا أريد أن أغضب ربي، ولا عصيان زوجي، أريد أن تصفوا لي علاجا لا يضر بالجنين، فأنا خائفة عليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ soso حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتألم جدًّا حين أسمع أن امرأة فاضلة مثل شخصك الكريم لها أشياء طيبة في حياتها، وأنعم الله عليك بنعمة الحمل، ورغم ذلك تفكرين في الانتحار، فهذا أمر عجيب، ويؤلمني كثيرًا، وإن كنت أعرف أنك بفضل من الله تعالى لن تقدمي على هذا الأمر، وأنت ذكرت ذلك، وتشكرين الله على ذلك، ولكن مجرد تداول هذه الكلمات السخيفة (الانتحار – محاولة الانتحار) يؤلم النفس.

فيا أيتهَا - الفاضلة الكريمة -: هذا المكوّن التفكيري في موضوع الانتحار يجب ألا يكون في مخيلتك، فأنت - إن شاء الله تعالى – متوازنة نفسيًا، ولك أشياء طيبة وجميلة في هذه الدنيا، وإن ضاقت الأمور وفشل الإنسان في أن يدخل من باب؛ فيجب أن يحاول من باب آخر، حيث أن غرفة الدنيا – بفضل الله تعالى – كثيرة الأبواب، وليست بابًا واحدًا.

بالنسبة لموضوع تناول الأدوية في أثناء الحمل: أنت الآن في المرحلة السليمة تمامًا – أي المرحلة التي اكتمل فيها تخليق الجنين، وهو الآن في مرحلة النمو – ونستطيع أن نقول: إن معظم الأدوية سليمة جدًّا في هذه المرحلة، وإن كنا قطعًا لا ندعو الناس إلى أن يتناولوا أدوية دون لزوم، أو بكميات كبيرة، أو دون مراقبة طبية، وقطعًا هذا يدعوني إلى أن تتحدثي مع زوجك الكريم بأنك تعانين من عسر المزاج هذا، وتحسين بشيء من الكدر والكرب، وتودين أن تقابلي الطبيب النفسي، ولا أعتقد أبدًا أن زوجك الكريم سوف يعترض، بل على العكس تمامًا سوف يذهب معك ويساندك، وسوف تقابلين بكل ترحاب من جانب المختص، فالحامل لها وضعها.

والأطباء غالبًا يحرصون على جميع المرضى، ولكن هناك مرضى ينعمون - إن شاء الله تعالى – بعناية أكثر، وسيقدم لك الطبيب هذا الواجب، وفي ذات الوقت يجب أن يكون هنالك تواصل مع طبيبة النساء والولادة التي تقومين بمراجعتها.

اذهبي إلى الطبيب، وأنا متأكد بأنه سوف يصف لك أحد الأدوية الممتازة والسليمة، والتي يعرف أنها لا تؤثر على الحمل أبدًا، وحتى يمكن تناولها أثناء الرضاعة بجرعات صغيرة، وهنالك عقار (زولفت) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، وهنالك عقار (ريمارون)، ويسمى علميًا (مرتازبين)، كلها أدوية جيدة، ونستطيع أن نقول: إن سلامتها أيضًا جيدة، ولكن يجب ألا تتناولي أي دواء في هذه المرحلة دون مقابلة الطبيب، وكذلك في فترة الرضاعة - بإذنِ الله تعالى -.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية فهده العنزي

    شكر الله عطائك يادكتور وبارك الله في علمك ونفسك ومالك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً