الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من عدم استقرار نفسي وشرود ذهني.. ما سبل علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي أخ يبلغ من العمر 30 عاما، ملتزم دينيا، ويتبع الطريقة السلفية, بدأت مشكلته منذ ثلاثه أعوام تقريبا حيث كان يعمل بشركة، وحاول التقدم لخطبة ابنة صاحب الشركة، والذي قابل طلبه بالرفض معتذرا بأن الفتاة ما زالت صغيرة، إلا أن هذا الأمر أثر تاثيرًا بالغًا فيه، وأصبح يتخيل أشياء غير صحيحة مثل أن هنالك شخصا قد عمل له سحرا ليبعده عن هذه الفتاة، أو أن الفتاة نفسها هي التي قامت بذلك السحر.

وتطور الأمر به لدرجة أنه يفتعل المشاكل مع الآخرين بحجة أنهم يسخرون منه، الأمر الذي أدى به إلى ترك العمل والانعزال عن الناس، حاولنا البحث له عن فتاة أخرى لكي ننسيه ما حصل إلا أنه كان يوافق في البدء، ثم يعدل عن قراره بأعذار واهية، عندما يصبح الأمر جديا مما تسبب لنا في الكثير من الإحراج.

عرضناه على أكثر من طبيب نفسي إلا أن الأمر لم يجد نفعا، وكان العلاج الذي وصف له عبارة عن حبوب منومة، أو حبوب مرض الصرع, ومن ثم أحضرنا له العديد من الشيوخ لرقيته، ولم يتأثر أثناء التلاوة، وما زال الأمر كما هو.

خلاصة القول أنه يعاني الآن من تهيؤات مستمرة، وعدم استقرار نفسي، ويأس مصحوب بشرود ذهني، وعدم تركيز، وأحيانا يتطور الأمر بافتعال المشاكل مع الجيران بدون أي سبب.

أرجوكم ساعدونا في فهم ما حل به، وسبل العلاج لما يجري عسى أن يجعل الله شفاءه على أيديكم.

بارك الله فيكم ونفع بكم أمة المسلمين جميعا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hisham حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالة هذا الأخ واضحة لدرجة كبيرة، ومن الواضح أنه يعاني مما نسميه بـ (الأفكار البارونية الظنانية الاضطهادية)، وهذه الحالة معروفة، وهي تستجيب للعلاج بدرجة ممتازة، خاصة أن هذا الأخ – شفاه الله – قطعًا لديه شخصية متوازنة وملتزمة، والمرض كما تعرف أنه يُصيب البر والفاجر، ومثل هذه الأمراض كثرت في زماننا هذا.

الذي يهم في هذه المرحلة هو أن يجد هذا الأخ منكم المساندة الكاملة، وأن تتواصلوا مع طبيب نفسي، الأطباء كثر جدًّا، وإذا كنتم في الخرطوم فهنالك أطباء متميزون، مثلا الأخ الدكتور البروفسور/ عبد العزيز أحمد عمر في كلية الطب جامعة الخرطوم، والأخ الدكتور/ عبد الله عبد الرحمن عابدين، والأخ الدكتور/ الشيخ عبد الغني الشيخ، وإخوة آخرين.

فأرجو أن تتواصل مع أحد هؤلاء الدكاترة، ويمكن أن يُعطى هذا الأخ أدوية استبدالية، بمعنى أن هنالك أدوية لا تزيد النوم، وفي ذات الوقت لها فعالية ممتازة جدًّا في علاج هذه الحالة واحتوائها.

بالنسبة لحبوب مرض الصرع: هذه الأدوية لها استعمالات نفسية أيضًا، فهي محسنة للمزاج، أو ضابطة للمزاج، وربما الطبيب قد رأى أو ارتأى في تلك اللحظة أنه يعاني من اضطراب وجداني، أو شيء من هذا القبيل، لذا قام بوصف هذا العلاج له.

عمومًا العلاج ممكن، والعلاج هو علاج طبي، هذا المرض مرض بيولوجي، بمعنى أن هنالك موادا معينة في الدماغ يحدث فيها نوع من الاضطراب، ولا بد أن يعاد توازنها بيولوجيًا وكيميائيًا عن طريق الأدوية، وأنا متأكد أن الأخ الشيخ الذي يتواصل معه يمكن أن يقنعه بالذهاب إلى الطبيب، فهذه الحالة حالة طبية، والاستجابة للعلاج ممتازة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله له الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً