الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف السبيل لسلوك طريق الطاعة والعفاف والقرب من الله؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الأكثر من رائع.

مللت من نفسي وأرهقتني المعاصي، لقد جعلت الله أهون الناظرين إليّ منذ ما يقارب 5 سنوات، تأتيني حالات -واسمحوا لي ولكنني أريد حلاً- أشاهد بها أفلاماً إباحية على هاتفي، وأشاهدها بشكل متقطع فقط وليس باستمرار -والعياذ بالله-، والمشكلة أنني على يقين تام بأن الله يراني، يا إلهي ما أجرأني، أخاف وبشدة أن أكون طردت من رحمة الله، كل يوم أصلي صلاة الحاجة فقط بنية الابتعاد عن المعاصي، لكن واءسفاه على نفسي، أكثر ما أكرهه في نفسي أن الناس يظنونني ذات دين لمجرد ارتدائي الجلباب.

لا أعاني أي مشكلة أخرى –والحمد لله- فقط هذه، أكره بشدة عندما يقولون أن لدي دينا، أخ يا حسرة عليّ، والله مللت، ساعدوني، خائفة إذا مت أن أدخل النار، يا لطيف، يا لطيف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Diala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك –ابنتنا- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وهنيئًا لك هذه الرغبة في العودة إلى الله تبارك وتعالى، وهنيئًا لك بمظهر الالتزام الذي أنت عليه، ونعتقد أنه التزام حقيقي -ولله الحمد- فإنه لا يشعر بخطورة المعصية ويخاف من المعصية إلا الأتقياء، فالمؤمن الحق هو الذي يخاف من الذنب، لأنه يرى كأن جبلاً يريد أن يسقط عليه، أما الذي يستهين بالمعاصي هذا هو الذي يُخاف عليه، وهذه الاستشارة والرسالة واضحة أنك تخافين من المعاصي وأثرها، وأنك -ولله الحمد- عندك طاعات، فما بقي عليك إلا أن تُغلقي على نفسك هذا الباب -والحمد لله- أنت أيضًا تشعرين أن الله ناظر إليك، فتعوذي بالله من شيطان يريد أن يوقعك في المعصية أولاً، ثم يُحزنك ليصل بك إلى اليأس من رحمة الله.

نحن ندعوك إلى التوبة، وتجديد التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، فإن العظيم ما سمى نفسه رحيمًا إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفورًا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، ولا سمى نفسه توابًا إلا ليتوب علينا، فقال: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} وقال: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}، وقال: {ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم}.

فلا تحرمي نفسك من توبة التواب، ولا من رحمة الرحيم، ولا من مغفرة الغفور، ونبشرك بأن الإنسان مهما كانت الخطايا فإن التوبة تمحو ما قبلها، وتجُبُّ ما قبلها، وهذا الندم في حد ذاته توبة كما قال -صلى الله عليه وسلم–، أنت مسلمة -والحمد لله- تستطيعين أن تتركي طعامك وشرابك لله بنية الصيام، فكيف لا تستطيعي أن تتركي مثل هذه المخالفة التي يقع فيها الإنسان بإرادته، وبإمكانه أن يستغني عنها ويخرج منها؟

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونشكر لك هذه الروح التي دفعتك للسؤال، وهنيئًا لك بهذه النفس اللوامة التي تلومك على العصيان، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محمد المري

    ابشري ...عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ " .

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً