الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس المرض والموت أتعبني وجعلني قلقة باستمرار، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 28 سنة، متزوجة، ولدي طفلين، منذ شهر 6 الماضي وأنا أعاني من وساوس الموت والأمراض، ومعي دوخة مستمرة بهامة الرأس، ومعي التهاب بسيط بالأذن اليسرى، وتأتيني نوبات خفقان في القلب، مع خوف من أنه سيصيبني مرض بالقلب، مع كتمة بسيطة.

أجريت تخطيطا للقلب وكان سليما - ولله الحمد -، ولكن قبل يومين شعرت بوخز وألم في القلب، أو قريبا من القلب، وشعرت بحرارة في ثديي الأيسر من جهة اليد اليسرى، وعندما أجريت تخطيطا آخر للقلب كان سليما، والآن أشعر بخدر وألم في يدي لدرجة أن الألم أيقظني من النوم، وكان عندي هبوط في الضغط؛ كان طبيعيا.

بصراحة عندي خوف وسواسي بمجرد التخطيط للتنزه أو للسفر، ويراودني الخوف من الأمراض، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الناس تحاول الآن أن تعرف كثيرًا عن أمراض القلب؛ لأنها كثرت وانتشرت، كما أن موت الفجأة كثر، وأصبح الناس حقيقة يعيشون نوعًا من التخوف وعدم الطمأنينة، وبما أن أحد أعراض الذبحات القلبية هي الألم الصدري الذي قد يمتد لليد اليسرى، أصبح هنالك نوع من التماهي والتطابق ما بين هذه الأعراض وما بين القلق النفسي، وأصبح القلق يجر الناس لأن تظهر لديهم هذه الأعراض في شكل ما نسميه (العلة النفسوجسدية)، بمعنى: أن الأعراض تكون متشابهة جدًّا لحالات السكتات أو الذبحات القلبية الحقيقية، علمًا بأنه لا توجد أي علة في القلب أو ذبحات صدرية.

هذا هو الذي يحدث لك الآن، وأنا أؤكد لك أن قلبك سليم جدًّا -إن شاء الله تعالى-، وحالتك هي حالة قلق نفسي، وليس أكثر من ذلك.

الذي أنصحك به هو: ألا تترددي كثيرًا على الأطباء، وأن تعيشي حياتك بكل قوة، وألا تتركي مجالاً للفراغ، فأنت لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، لديك (أسرة، الذرية، لديك دينك الإسلامي العظيم)هذه كلها محفزات إيجابية جدًّا، يجب أن تجد حيزًا ومجالاً كبيرًا في تفكيرك لتقلص المساحات الفكرية التي تشغلها المخاوف لديك.

أيتها الفاضلة الكريمة: حاولي أن تعيشي حياة صحية من خلال ممارسة الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، اقرئي، اطلعي، يجب أن يكون هنالك نوع من الرياضة والترويض للفكر، فهي تفيد الإنسان كثيرًا، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، فهنالك دعم نفسي ووجداني كبير جدًّا.

طبقي تمارين الاسترخاء، وموقعنا بهذه المناسبة لديه استشارة تحت الرقم (2136015)، فأرجو أن ترجعي إليها، وتطلعي على تفاصيلها، وتطبقي ما ورد بها، فهي مفيدة جدًّا.

بقي أن أقول لك: إنك محتاجة لعلاج دوائي، وجرعة بسيطة من الدواء الذي يسمى: (باروكستين) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (زيروكسات)، وسيكون مفيدًا جدًّا لك، فتشاوري مع زوجك الكريم، وإن ذهبت إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن وافق على تناولك للدواء فهذا أيضًا أمر جيد.

جرعة الباروكستين هي 12.5 مليجراما، وهذا هو الزيروكسات CR، تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى 12.5 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء سليم، وفاعل، وغير إدماني، فقط لا ننصح باستعماله في فترة الحمل، خاصة فترة تخليق الأجنة، وهي الأربعة الأشهر الأولى للحمل.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن عبد المنعم الجابري

    اختي الفاضله انتي عندك هذا الوسواس من قوة الايمان الحمدلله الذي اشغلك بنفك لا بالاخرين واذا جاك الوسواس اقر ي المعوذتين واول ايتين من سورة الحديد وحاولي تتجاهلي الوسواس باذن الله تشفي انا مريت بهذا المرحله نتجه اصطبت بالعين والحمدلله حتى الان احياناء يجيناء بس ما القي له بال

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً