الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعري دهني ويتساقط بكثرة، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري (28) سنة.

شعري دهني بشكل غير طبيعي، ويتساقط بكثرة مع أنني -والحمد لله- لا أعاني من فقر دم، أو نقص فيتامين، وتوجد به حبوب حمراء، وبثور، وقشرة.

أغسل شعري شبه يومي، استخدمت شامبو من (سيباميد)، واﻵن استخدم (نيزورال)، ولكن لم يتغير أي شيء.

وأعاني من حرارة في فروة الرأس أحياناً، وهذه المشكلة منذ أربع سنوات.

سؤالي: ما هو الحل لهذه المشكلة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعانين منه -أختنا الكريمة-، هو نوع من أنواع الأكزيما الدهنية بفروة الرأس، وهذا النوع من الأكزيما أو القشور مزمن، وقد يلازم المريض لفترات طويلة، ويكون متكرراً، بمعنى: أنه قد يختفي لفترة، أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور أو التهيج مرة أخرى، وقد يكون في بعض الأوقات مصحوباً بحبوب ملتهبة وبثور، نتيجة التهاب بويصلات الشعر.

ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة، مثل: (Betnovate scalp application or Elocom lotion)، بواقع مرة واحدة يومياً لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط، حسب الحاجة، حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة، ثم تستمرين بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة، مرة أو مرتين أسبوعياً حسب الحاجة، وبشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقاً حتى تحافظي على فروة الرأس صحية وخالية من القشور.

ومن هذه الشامبوهات الأنواع التي تحتوي على مادة: ( Selenium sulphide, ketoconazole or ciclopirx)، أو (Phytheol intense أو Decros antidandruff)، أو (Kelual DS )، وبهذا الأسلوب العلاجي، يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعانين منها، وإذا عادت المشكلة مرة أخرى، يمكن استخدام العلاج الطبي مرة أخرى، ولكن لوقت قصير؛ لأنه يحتوي على الكورتيزون الموضعي.

وينصح باستعمال تلك المستحضرات الموضعية لفترات قصيرة، وبشكل متقطع حتى تحصلين على النتيجة المرجوة، بدون آثار جانبية، وهكذا، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، ويمكن استعمال كريم: ( Muprocin or Fusidin )، على الحبوب أو البثور إذا كانت موجودة مرتين يومياً، لمدة من أسبوع إلى أسبوعين حسب الحاجة، ووجود قشرة دهنية في فروة الرأس ليست من الأسباب المتعارف عليها لتساقط الشعر بشكل كبير.

ومن المعروف -أختنا الكريمة- أن الشعر الموجود في فروة الرأس يمر بثلاث مراحل: مرحلة النمو (Anagen )، ومرحلة الكمون (Catagen)، ومرحلة السقوط (Telogen)، وحوالي (90%) من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو، ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي، ولكن عند حدوث أية مشكلات صحية، تؤثر على نمو بويصلات الشعر بشكل مثالي؛ فإنها تدخل مبكراً في مرحلة الكمون والتساقط، وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي أربعة أشهر.

لذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة، مثل: اتباع حمية غذائية قاسية، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة -الحمى-، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات جراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظاً بعد حوالي أربعة شهور من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار، ولفترات طويلة، فتوجد أسباب أخرى، مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، والحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء والأنيميا، أو تناول بعض الأدوية، أو التوتر والقلق، ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص، وتوقيع الكشف الطبي على الشعر، للتأكد من نوع تساقط الشعر الذي تعانين منه، وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر، وتدارك وعلاج أية مشكلات أو أمراض بشكل فعال من خلال الطبيب، حتى تعود الأمور إلى سابق عهدها -إن شاء الله-.

النوع المذكور سابقاً هو نوع من تساقط الشعر، يسمى: (Telogen Effluvium)، وعلاجه يكون بتجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط، بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر، مثل: (Anastim or decros for men)، أو ما شابه، وبعض الفيتامينات والمكملات الغذائية، مثل: (priorin n )، لفترة زمنية محددة للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

وهذا النوع من التساقط يختلف عن الصلع الوارثي، والذي يكون مصحوباً بحدوث فراغات في فروة الرأس، بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن، ويمكن أن يصاب الشخص بنوعي التساقط معاً.

وبالنسبة لعلاج الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو: مستحضر (المينوكسيديل) بالجرعة السليمة ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعاً بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة، لمدة سنة كاملة على الأقل، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى، يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

المعلومات التالية سوف تكون مفيدة لك للاهتمام بصحتك العامة، وكيفية العناية بالشعر، حتى تجعلينه ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعة شعرك:

1- الاهتمام بالتغذية الصحية -لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن- وشرب كمية كافية من الماء يومياً.

2- الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.

3- غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه -على أن يكون بتباعد- لكي يبقى الشعر نظيفاً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

4- يجب استخدام منعم الشعر: (Conditioner ) مع غسل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر.

5- يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة فى النهاية.

6- لا توضع أية مستحضرات يوجد بها كحول، مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر، على الشعر عند تصفيفه.

7- تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

وفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً